2 min read
داخل محاكمة توانا ح. ش. وآسيا ر. ع. #7: إِعادَةُ إحياء الصَّدْمَة النفسية والنّزاع داخل المحكمة

داخل محاكمة توانا ح. ش. وآسيا ر. ع. #7: إِعادَةُ إحياء الصَّدْمَة النفسية والنّزاع داخل المحكمة

محاكمة توانا ح. ش. وآسيا ر. ع.

المحكمة الإقليمية العليا - ميونيخ ألمانيا

موجز مراقبة المحاكمة السابع

تاريخ الجلسة: 29 و30 و31 تموز / يوليو 2025

تحذير: قد تتضمن بعض الشهادات توصيفاتٍ حيّةً للتعذيب أو الاغتصاب أو صورٍ أخرى من العنف.

يُرجى ملاحظة أن هذا الموجز ليس نسخة حرفية لمحضر المحاكمة؛ بل مجرّد ملخّص غير رسميٍّ لإجراءات المحاكمة. 

في هذا الموجز، [المعلومات الموجودة بين قوسين معقوفين هي ملاحظات من مراقبينا في المحكمة] و«المعلومات الواردة بين علامتي اقتباس هي أقوال أدلى بها الشهود أو القضاة أو المحامون». وحُجبت أسماء الشهود والمعلومات التي قد تحدّد هويتهم. 

[ملحوظة: يقدّم المركز السوري للعدالة والمساءلة موجزا للإجراءات مع حجب بعض التفاصيل حمايةً لخصوصية الشهود وصَونًا لنزاهة المحاكمة.]

يسرد تقرير المحاكمة السابع الخاص بالمركز السوري للعدالة والمساءلة تفاصيل اليوم العاشر والحادي عشر والثاني عشر من محاكمة توانا ح. ش. وآسيا ر. ع. في ميونيخ، ألمانيا. في يوم المحاكمة الأول من هذا الأسبوع، أدلت الشاهدة F34 بشهادتها. وأوضحت كيف التقت بالمتّهمَين وP1، وكيف شهدت ضرب المتّهمة آسيا لـP1. وأشارت إلى أن توانا أحضر P1 إلى المنزل الذي كانت تعيش فيه قبل أن تُباع لاحقًا. وأشارت F34 إلى أن P1 أخبرتها بأن المتّهم قد قيّد يديها وقدميها وجرّدها من ملابسها "وفعل بها ذلك". ولم تخض F34 في مزيد من التفاصيل حول الفعلة، رغم تكرار القضاة لأسئلتهم.

رُفِعت جلسة اليوم الثاني من المحاكمة بعد أن أوضح رئيس المحكمة أنّ F34 لا يمكنها الإدلاء بشهادتها في هذا اليوم بسبب مشاكل في الصحة النفسية.

خُصِّصَ يوم المحاكمة الثالث لهذا الأسبوع لأسئلة محامي الدفاع لـF34. أوضحت الشاهدة أن P1 أخبرتها بأن توانا "أولج شيئًا في جسدها". وعقب مناقشات بين فريق الدفاع وهيئة القضاة، تلت المحكمة عدّة أجزاء من محضر الشرطة تُفصِّل إفادة F34 المتعلقة بالأفعال الجنسية الموصوفة. واشتكى فريق الدفاع من أن المعيار الذي يعتمده القضاة إزاء أسئلة الدفاع لا يتوافق دائمًا مع المعيار المفروض عليهم.

اليوم الثالث عشر – 29 تموز/يوليو، 2025

في مستهلّ يوم المحاكمة، أعلن فريقا دفاع المتّهمَين عن رغبتهما في الإدلاء ببيانٍ وفقًا للفقرة 257 من قانون الإجراءات الجنائية الألماني (GCCP) [ملاحظة: تنصّ الفقرة 257 من قانون الإجراءات الجنائية الألماني على أنه يجب منح المدّعي العام ومحامي الدفاع فرصة للإدلاء ببيان بعد استجواب المتّهم أو بعد كلّ إجراء فردي من إجراءات أخذ الأدلة. ويجب ألا تستبق هذه البيانات المؤقتة المرافعات الختامية المقدّمة في نهاية المحاكمة]. وجاء ذلك عقب شهادة الشاهدة [حُجب الاسم] F29 [للاطّلاع على تفاصيل شهادتها، انظر تقرير المحاكمة #6].

استهلّ محامي الدفاع إيفالد حديثه بالإشارة إلى أنه لم يجرِ أي تعرّف على هوية توانا حتى الآن. وجادل بأن حقيقة فشل الشاهدة في التعرّف على توانا من خلال صورة عُرِضت عليها أثناء استجواب الشرطة، وفقًا لما سبق عرضه من الأدلة، يدلّ على أن شهادتها التي أدت إلى الإدانة لم تكن نابعة مما تتذكره حقيقة، بل كانت وليدة إيحاءات. وأضاف أن هذا الاستنتاج لا يقوّضه حقيقة تعرّف الشاهدة على توانا داخل قاعة المحكمة. وادّعى أن تعرفها عليه لا يرقى لأن يُعد تعرّفًا حقيقيا على الهوية بالنظر إلى ترتيب أماكن الجلوس داخل قاعة المحكمة. وأضاف محامي الدفاع إيفالد أن هناك تناقضات جوهرية في شهادة F29 أمام المحكمة، فضلًا عن تعارضها مع أقوالها السابقة، وساق في ذلك عدة أمثلة. نوّه إيفالد بداية إلى أن F29 ذكرت أمام المحكمة منزلًا سبق وأن أقامت فيه هي و[حُجب الاسم] F43 وقت انتقال [حُجب الاسم] F42 إليه، بينما كانت قد أفادت أمام الشرطة بأن المتّهمَين كانا يقيمان في ذلك المنزل سلفًا. وعلى نفس المنوال، أشار محامي الدفاع إيفالد إلى أن F29 قدّمت روايات مختلفة بشأن كيفية انتهاء إقامتهم المشتركة. وشهدت F29 أمام المحكمة بأن المتّهمَين كان لديهما طفلة، يُرجّح أنها أنثى. إلا أن محامي الدفاع إيفالد جادل بأنه حتى مع أخذ اللغة الكردية بعين الاعتبار، فقد قالت F29 بوضوح عام 2021 إنها لا تعلم ما إذا كان لدى المتّهمَين طفل واحد أم أكثر، مدّعية أنها لا تتذكر ذلك. [ملاحظة: أوضحت المترجمة الشفوية للغة الكردية للمحكمة أن التمييز بين كلمة "طفل" وصيغة الجمع منها "أطفال" يكاد يكون متعذرًا في اللغة الكردية. انظر تقرير المحاكمة #6 للاطّلاع على التفاصيل]. وجادل محامي الدفاع إيفالد بأن ذلك يُقوِّض مجمل شهادة F29، وأنه بقي من غير الواضح سبب تقديمها لهذه المعلومات لاحقًا. وأضاف محامي الدفاع إيفالد إن ما ذُكر أعلاه يجب أن يُوازَن مقابل مصداقية شهادة الشاهدة ولا سيما في الإجراءات الجنائية، وذلك وفقًا للمبدأ القانوني الذي يفيد بأن الشك يفسَّر لصالح المتّهم (in dubio pro reo) [ملاحظة: يُعدّ هذا المبدأ من المبادئ القانونية الأساسية، ويقضي بأن أيّ شك يجب أن يُفسَّر لصالح المتّهم].

سلّط محامي الدفاع إيفالد الضوء على الملاحظة الهامّة التي ذكرتها الشاهدة بشأن استلامها رفات شقيقها في مطلع العام، وأنها بالتالي لا تزال في حالة حداد، مضيفًا أنها قالت إنها لا تستطيع تذكر الكثير. وجادل بأن هذا العامل، إلى جانب حقيقة كونها لم تتذكّر سوى القليل جدا من الأمور في بداية الاستجواب، يصعب التوفيق بينه وبين كونها تذكّرت معلومات أكثر بكثير بعد الاستراحة. وأشار محامي الدفاع إلى أنه بعد هذه الاستراحة، أدلت الشاهدة بأقوال تُدين توانا. ولا سيما أنها ذكرت أن P1 أخبرتها بشأن حادثة الاغتصاب، وتمكّنت من تحديد مكان إجراء هذه المحادثة، رغم أنها خفّفت من حدة هذه الرواية لاحقًا. ووفقًا لمحامي الدفاع إيفالد، فإن هذا يمثّل تناقضًا صارخًا مع إفادتها لدى الشرطة، والتي يَفترض المرء منها أنّ الفتيات الإيزيديات لم يتحدّثن بتفاصيل عن حوادث اغتصابهنّ مع بعضهن. وقد ذكرت الشاهدة آنذاك أنّ الأمر قد قيل لها، لكنها لم تعد تتذكّر من الذي أخبرها به. ووفقًا لتقييم محامي الدفاع إيفالد، فإنّ هذه الوقائع تثير شكوكًا جدّية حول ما إذا كانت الشهادة تستند إلى إدراك الشاهدة الشخصي. وتابع ملاحظاته بالإشارة إلى أن F29 لديها مصلحة كبيرة في الملاحقة القضائية لهذه الدعوى. ويرى محامي الدفاع إيفالد أن هذا يتجلّى في امتناع F29 عن ذكر اسمي المتّهمَين صراحة، رغم أنهما لم يهاجماها هي شخصيّا، إذ كانت تطلق عليهما عبارة "هذين العضوين في تنظيم داعش" بدلًا من ذكر اسميهما. وأكّد محامي الدفاع إيفالد مجددًا أنه بالنظر إلى إشكالية تحديد الهوية والتناقضات الجوهرية والفجوات في الذاكرة والمصلحة الشخصية في الملاحقة القضائية، ينبغي تقييم الشهادة بحذر وتفسير أي شكوك لصالح المتّهمَين.

وعندما طُلب من المدّعيتين العامتين التعليق على هذه المرافعة، أوضحتا أنهما لن تقدّما أيّ تعليق بشأنها في جلسة اليوم.

قدّم محامي الدفاع أميري بعد ذلك مرافعة بالنيابة عن آسيا. واستهلّ محامي الدفاع أميري حديثه بالإشارة إلى أنه لا يجادل في أن الشاهدة عانت خلال فترة أسرها، غير أن ذلك يخلق، بشكل مفهوم، مصلحة شخصية لديها في الملاحقة القضائية، رغم أن المتّهمة لم تُلحق بها أذىً شخصيّا. وذكّر بقول F29 بعد الاستراحة إن المتّهمَين لا يستحقّان أن يُنادى عليهما باسميهما، معربةً عن رغبتها في إدانتهما. وأضاف محامي الدفاع أن الشاهدة لم تتمكن من التعرّف على المتّهمة في صورة عُرِضت عليها خلال مقابلة الشرطة، رُغم أن تلك المقابلة أجريت في فترة أقرب زمنيّا إلى وقت وقوع الأحداث وفي بيئة أقل توترًا. ثم تناول الحُجة التي طرحها محامي الدفاع إيفالد بشأن مسألة التعرف على هوية المتّهمَين في المحكمة، مُضيفًا أنه يجب أخذ المصلحة الشخصية في الملاحقة القضائية بعين الاعتبار في هذه النقطة. وكرّر أميري الحُجج التي عرضها إيفالد بشأن التباين بين أقوال الشاهدة في المحكمة وأقوالها لدى الشرطة، ولا سيما فيما يتعلّق بحادثة الاغتصاب. وأشار إلى أن سبب عدم إبلاغ الشرطة بهذه الجوانب لا يزال غير واضح. وجادل بأنه ينبغي أيضًا الأخذ في الاعتبار أن F29 لم تعترف بتبادل أرقام الهواتف المحمولة مع رجل في شرفة الجمهور إلا بعد طرح أسئلة متكرّرة عليها. وخَلُص أميري إلى أن هناك تباينًا كبيرًا يمكن ملاحظته. فقد بدأت الشهادة مقتضبة للغاية، ثم أصبحت مفصّلة بدرجة كبيرة، بل وكاشفة عن جوانب جديدة لم تُذكَر من قبل في بعض الأحيان. وأوضح أنه، في ضوء هذه الروايات، أُثيرت شكوك بشأن موثوقية الشهادة، ولا يمكن استبعاد احتمال أن تكون لدى الشاهدة معلومات مختلطة بما يخدم مصالحها الشخصية. وخلص أميري إلى أنه يجب تقييم مجمل شهادة F29 بعناية.

عقب تقديم الدفاع لبيانهم، مثلت الشاهدة F34 أمام المحكمة برفقة محاميتها [حُجب الاسم] F40 ومترجمتها الشفوية الخاصة، [حُجب الاسم] F41. وشكرها رئيس المحكمة على حضورها وسألها عمّا إذا كانت تستطيع فهم مترجمة المحكمة الشفوية [حُجب الاسم] C3، فأكّدت F34 ذلك. أوضح رئيس المحكمة هويات الأطراف الحاضرين في المحكمة، وذكّر الشاهدة بحقوقها وواجبها في الإدلاء بشهادة صادقة. تابع رئيس المحكمة حديثه موضحًا أنّ لدى المحكمة الوقت الكافي، وأنها تستطيع طلب استراحة متى احتاجت. وسألها أيضًا عمّا إذا كانت الشرطة الألمانية قد استجوبتها في وقت سابق، فأكّدت F34 ذلك، وأوضح لها القاضي أنّه يتعيّن على الشهود في ألمانيا أن يروُوا أمام المحكمة ما سبق أن أدلوا به أمام الشرطة.

وعندما سُئلت عمّا إذا كانت قد تعرّفت على المتّهمَين، أكّدت F34 ذلك، وقالت إن اسم المتّهمة [حُجبت المعلومة] آسيا واسم المتّهم أبو عبد الله [اسم مستعار للمتّهم توانا]. أوضحت F34 أنها تعرفت عليهما في الرقّة حوالي عامَي 2016 و2017. وعندما طلب منها رئيس المحكمة أن تشرح السياق الذي تعرّفت عليهما فيه، أشارت إلى أنها كانت في الرقّة مع رجلٍ من تنظيم داعش [يدعى [حُجب الاسم] F43]، الذي كان كرديّا أيضًا وصديقا لتوانا. وعندما عاد المتّهمان إلى الرقة، تذكّرت F34 أنها دُعيت هي والرجل [حُجب الاسم، F43] لزيارتهما لتناول العشاء احتفالًا بميلاد طفلتهما. وروت F34 أنها رأت خلال الزيارة [حُجب الاسم] P1 تؤدّي الأعمال المنزلية وتعتني بابنة المتّهمَين. وتذكرت أن حجم P1 كان صغيرًا جدا وأنها كانت صغيرة السن أيضًا، وكان عليها أن [حُجبت المعلومة]. ووفقًا للشاهدة، فقد كان الرجلان يجلسان في الخارج، بينما كانت المتّهمة آسيا في غرفة أخرى تُلبس الطفلة.

أوضحت F34 بعد ذلك أنها أخذت الأطباق إلى المطبخ لتتحدث مع P1، فرأتها تبكي وكانت تبدو شديدة الاضطراب. وعندما سألت P1 عن سبب بكائها، أجابت P1 بأنها تفتقد والديها، وأنهما [المتّهمان] يسببان لها معاناة شديدة. وروت F34 أنها غادرت المطبخ لأنها لم تُرِد أن يراهما المتّهمان تتحدثان فيضربان P1 بسبب ذلك.

وفي إجابتها عن سؤال طُرِح عليها، تذكّرت F34 أنها انتقلت هي والرجل العضو في تنظيم داعش الذي كانت معه [حُجب الاسم، F43] بعد فترة من الزمن داخل الرقة بسبب القصف. وأشارت إلى أن رجلًا كرديا آخر من حلبجة كان موجودًا أيضًا، مضيفةً أنها تُركت وحدها في المنزل الذي كانت جدران إحدى غرفه مبنية من الطين والتراب. وبعد مدّة، أحضروا إليها P1، التي بدت عليها علامات الانفعال الشديد. ووفقًا لـF34، فقد سألت P1 إن كانت جائعة، فأكّدت P1 ذلك. فقالت لها F34 بعد ذلك إنها ستُحمّمها قبل أن تطهو لها شيئًا. شهدت الشاهدة بعد ذلك بأنها كانت هي نفسها صغيرة في السن وتعرّضت للمعاناة أيضًا، لكن P1 كانت أصغر سنّا، وأضافت أنها أشفقت على حالها كثيرًا. وأضافت أن تنظيم داعش قتل شقيقين من أشقائها، وأنها كانت خائفة من أن يقتل التنظيم P1 أيضًا. وأوضحت F34 للمحكمة أنها أرادت أن تعرف P1 بأنها هي أيضًا إيزيدية، حتى تُبدّد شيئًا من خوفها.

تابعت الشاهدة روايتها قائلةً إنها سخّنت ماءً لتحميم P1 وغسل ملابسها، عندها لاحظت أن P1 كانت حزينة للغاية. وأشارت F34 إلى أن جسد P1 كان عليه آثار احمرار وكدمات. ولاحظت أن أمرًا ما قد حدث لـP1 وأثار خوفًا شديدًا في نفسها. وأضافت F34 أنها شعرت بما قد يكون قد حدث. وأوضحت F34 أنها لم تكن تنوي سؤال P1 عمّا حدث لأنها كانت صغيرة جدا، ولكن بما أن F34 كان لديها حدسٌ بأنهم قد دمّروا P1، لم تعد قادرة على كتمان الأمر وسألتها. وتذكّرت F34 أنها وضعت ذراعها حول كتف P1 وسألتها عن سبب بكائها، فوضعت P1 ذراعها حول عنق F34 وأخذت تبكي. ثم روت F34 أن P1 شعرت بالخجل وقالت إنها ستخبرها، ولكن بشرط ألا تخبر أحدًا، فوعدتها F34 بذلك. ووفقًا للشاهدة، قالت P1 بعد ذلك إنّ أبا عبد الله قد دمّرها. وعندما سألتها F34 عن سبب إحضاره لها إلى هنا، قالت P1 إنه أحضرها ليبيعها. وأوضحت F34 أنها لم تكن قادرة على مساعدة P1 لأنها كانت هي نفسها أسيرة. وأشارت الشاهدة إلى أنهما دعيتا الله معًا أن يخلّصهما مما هما فيه ويُنصفهما.

وبعد مزيد من الأسئلة، أوضحت الشاهدة أنها حمّمَت P1 وألبستها وقطّعت لها الخبز إلى قطع صغيرة لتأكله. وذكرت أنه لم يكن لديهما أيّ طعام مغذٍّ يمكن أن يقوّي P1. وأوضحت أن P1 بقيت معها، وأنها توسّلت إلى [حُجب الاسم] F43، كي يسمح لها بالنوم إلى جانب P1، فوافق على ذلك. وروت أن [حُجب الاسم] F33، وF29 زارتاها في اليوم التالي، وأنهنّ جميعًا شعرن بالشفقة تجاه P1 دون القدرة على مساعدتها. وفي ذلك اليوم روت F34 أنها هي وF29 و[حُجب الاسم] F33، طهون الطعام وأكلن جميعهن معًا قبل أن تغادر F33 وF29 في المساء. وفي تلك الليلة، لم يسمح لها [حُجب الاسم] F43، بالنوم بجانب P1، مضيفًا أنهنّ مجرّد سبايا. وأشارت الشاهدة إلى أن الإيزيديات لم يتمتعن بأي حقوق لدى تنظيم داعش، وأن أعضاء تنظيم داعش لم يكونوا يتحدّثون إليهنّ، وأضافت قائلة "لم يكن هناك فرق بيننا وبين الحيوانات". وفي صباح اليوم التالي، بينما كانت F34 وP1 لا تزالان نائمتين، طرق أحدهم الباب. إذ وصلت سيارة نزل منها ثلاثة أو أربعة عناصر من تنظيم داعش وكانوا مسلحين وذوي شعر طويل، وقالوا إنهم جاؤوا لأخذ P1. وأوضحت F34 أن توانا والعضو في تنظيم داعش الذي كانت تقيم معه [حُجب الاسم، F43] هما من رتّبا استلام P1. ووفقًا للشاهدة، فقد بكت P1 وكانت خائفة، وقالت لـF34 إنها تريد البقاء معها، وسألتها عمّا إذا كانت ستراها مرة أخرى. وردت F34 على P1 في محاولة لتخفيف خوفها بالقول إنهما ستعودان إلى والديهما، وأنه ستكون هناك محكمة لضمان تحقيق العدالة. وقُبيل إعلان استراحة، أشارت الشاهدة إلى أن تلك كانت آخر مرة ترى فيها P1، وافترضت أن توانا قد باعها.

***

استراحة لمدّة 21 دقيقة

***

أوضح رئيس المحكمة بعد الاستراحة لـF34 أنها أشارت إلى الرجل بعبارة "هؤلاء الأعضاء في تنظيم داعش"، وطلب منها ذكر الأسماء وتقديم تفاصيل أكثر تحديدًا. وبعد توجيه أسئلة دقيقة، شهدت F34 أن المتّهمة كانت تُدعى أيضًا أم عبد الله. وأشارت F34 أيضًا إلى أن العضو في تنظيم داعش الذي كانت معه كان يُدعى [حُجب الاسم] ثم غيّر تنظيم داعش اسمه إلى [حُجب الاسم] F43. وعندما سُئلت عن تاريخ وصولها إلى الرقة، تذكّرت F43 أنهم نُقِلوا في 15 آب/أغسطس، 2014، ثم اقتيدوا إلى مدرسة كبيرة في قرية كوجو [في العراق]. وفي إجابتها عن سؤال القاضي، أشارت F34 إلى أنها لم تمضِ وقتًا طويلًا في الرقة بعد أن مكثت في الموصل لفترة تقارب ستة إلى سبعة أشهر، وأضافت أنها كانت قد وصلت في فصل الشتاء. وعندما سُئلت عن المنازل ومواقعها، تذكّرت الشاهدة أنها أقامت "معهم" بمفردها، وأنه لم تكن هناك أيّ محال تجارية في الجوار، وأنها كانت محاطة بالأشجار. وأضافت أنه كان يمكن رؤية منزل المتّهمَين من شقتها، أي أنه كان يبعد نحو 20 أو 30 مترًا.

وعند تكرار سؤالها عمّا إذا كانت F34 قد شاهدت P1 تتعرّض لإساءة معاملة، أوضحت الشاهدة أنها كانت تراقب المتّهمة آسيا خلسةً وهي تضرب P1، وأضافت أنها كانت تضربها أحيانًا بيدها وأحيانًا بكأس شرب معدني. وأفادت F34 أيضًا أنها رأت كدمات على جسد P1، وتذكّرت أن وجه P1 كان يحمرّ وتمتلئ عيناها بالدموع عند ضربها. وعندما سُئِلت عمّا إذا كانت قد رأت أي جروح مفتوحة على جسد P1، نفت F34 ذلك. وبعد طرح مزيد من الأسئلة، شهدت الشاهدة أنها لم ترَ كيف كان توانا يعامل P1 بسبب الفصل بين الجنسين الذي كانوا يتبعونه، لكنها افترضت أنه كان يعاملها بالطريقة نفسها التي كانت تعاملها بها آسيا، لأنه هو من أحضر P1 إلى المنزل. وفي إجابتها عن سؤال القاضي، أوضحت F34 أنها افترضت أن توانا قد اشترى P1 من رجل آخر في تنظيم داعش، حيث إنها كانت إيزيدية.

أشار رئيس المحكمة إلى أن F34 شهدت بأن P1 لم تكن تؤدي الأعمال المنزلية طواعية، وسأل عمّن كان يعطي P1 تعليمات لأدائها. فأجابت الشاهدة بأن المتّهمة هي التي كانت تُعطي التعليمات لـP1، وأن P1 كانت تعلم أنها ستُضرَب إن لم تنفّذها. وعندما سُئلت عمّا إذا كانت P1 تُعامَل معاملة حسنة فيما عدا ذلك، نفت F34 ذلك، مضيفةً أنها لم ترَ أحدًا من أعضاء تنظيم داعش يُبدي أي مشاعر شفقة، وإلا لما فعلوا ما فعلوه بالإيزيديين، فقد قتلوا وأسروا آلافًا منهم. ونفت F34 أيضًا تلقّي P1 ما يكفي من الطعام. واجه رئيس المحكمة F34 بإفادة سابقة لها أدلت بها أمام الشرطة، كانت قد أوضحت فيها أن المتّهمَين كانا يعاملان P1 معاملة جيدة عندما تكون F34 حاضرة. فأكّدت الشاهدة مجددًا أن المتّهمَين لم يضربا P1 أمامها، لكنها كانت قد رأت آثار الكدمات على جسدها. وعندما سُئلت عمّا إذا كانت P1 قادرة على ممارسة ديانتها [الإيزيدية] بشكل علني، أشارت F34 إلى أن P1 أُجبِرت على أداء الصلاة [الإسلامية]، وارتداء الملابس التي قدّمتها لها المتّهمة آسيا. وشهدت F34 أيضًا أن P1 كانت تتحدث اللغة العربية. وبعد تبادل للأسئلة والأجوبة فيما يتعلق بالأسلحة التي كان يحملها المتّهمان، أوضحت F34 أن كلا المتّهمَين كانا يحملان مسدسًا صغيرًا: إذ كانت آسيا تضع مسدسها تحت ثوبها الأسود، أما توانا فقد كان يحمل مسدسه داخل عباءته السوداء. وأضافت أنهما ربما كانا يحملان أسلحة أخرى، لكنها لم ترَ سوى أسلحة صغيرة. وسُئلت F34 أيضًا عمّا إذا كان يُسمح لـP1 بمغادرة المنزل من دون مرافقة المتّهمَين، نفت F34 ذلك، مضيفةً أنه لم يكن يُسمح لـP1 حتى بالبقاء في غرفة وحدها برفقتها. وفي إجابتها عن سؤال القاضي، أشارت F34 إلى أن المنزل الثاني في الرقة كان أبعد عن منزل المتّهمَين، وأنه كان على المرء أن يستقل سيارة للوصول إليه.

تابع القاضي شْتْغافْنَر طرح الأسئلة بسؤاله عمّن كان حاضرًا أثناء تناول العشاء. فكرّرت F34 روايتها السابقة، مضيفةً أن آسيا كانت تأمر P1 مرارًا وتكرارًا بجلب أغراض. ثم ووجِهَت بأقوال أدلت بها في إفادتها أمام الشرطة، والتي ذكرت فيها أن P1 كانت تأكل الطعام نفسه الذي يتناوله المتّهمان، إلا أن المتّهمَين كانا يحصلان على كميات كافية من اللحم، بينما لم يقدّما لـP1 ما يكفي منه. وأضاف القاضي أنه من المهم أن تعرف المحكمة ما إذا كانت F34 قد رأت هذه الأمور بنفسها أم سمعتها من أشخاص آخرين، مُواجهًا إياها بجزء آخر من إفادتها أمام الشرطة ذكرت فيه أنه لم يكن يسمح لـP1 بالاستحمام إلا عندما يأذن لها المتّهمان، وذلك مرة كل أسبوعين أو ثلاثة تقريبًا. وسأل القاضي شْتْغافْنَر الشاهدة عن كيفية معرفتها بهذه المعلومة. فتذكرت F34 أنها لاحظت أن رائحة P1 لم تكن طيبة، وأنه يمكن للمرء أن يلاحظ ذلك من مظهر شعرها وملابسها. وروت أنها مرت بنفس المعاناة، وبدت منزعجة أثناء حديثها. فسألها رئيس المحكمة إن كانت ترغب في الاستمرار أم أنها تحتاج إلى استراحة، فأكّدت الشاهدة أنها على ما يرام وأنه يمكنها المتابعة.

عاد القاضي إلى مسألة الأسلحة وطرح أسئلة بشأنها، فأشارت F34 أنها كانت سوداء اللون، وكان كلٌّ من المتّهمَين يحمل سلاحه على جسده إلى جانب الذخيرة. واجه القاضي الشهادة بإفادتها السابقة لدى الشرطة، والتي ذكرت فيها أن آسيا أخبرتها بأن السلاح كان هدية من توانا بمناسبة ولادة ابنتهما، وأنها لا تُري السلاح لأصدقائها. وأوضحت الشاهدة أنها لا تستطيع تذكر أي تفاصيل إضافية حول هذا الموضوع.

***

استراحة لمدّة 60 دقيقة

***

وصفت الشاهدة بعد استراحة الغداء المنزل الثاني في الرقّة بأنه [حُجبت المعلومة] يضم [حُجبت المعلومة]. وأوضحت أن المطبخ كان [حُجبت المعلومة]، وأضافت أنه كان يقع بجانب [حُجبت المعلومة]. أما الغرفة [حُجبت المعلومة] التي كان [حُجبت المعلومة] أيضًا، فكانت تفضي إلى [حُجبت المعلومة] يضم [حُجبت المعلومة]. وأكّدت أن المنزل كان خاليًا عند وصولها، وأنها أقامت فيه لعدة أشهر، ولكن ليس لمدّة عام كامل. سألها رئيس المحكمة عن أول زيارة تلقّياها. فأشارت F34 إلى أن أول من جاء هم [حُجب الاسم] F33، و[حُجب الاسم] F29، وصديق لـ [حُجب الاسم] F43، كان يُعرف في تنظيم داعش باسم [حُجب الاسم] F42، والذي كان من حلبجة في الأصل. وبعد يومين أو ثلاثة، جاء صديق آخر لـ [حُجب الاسم] F43، وكان كرديا أيضًا، بصحبة زوجته العربية. وأوضحت F34 أن الزوار كانوا يأتون ويغادرون في اليوم نفسه، وأن النساء كنّ يجلسن في الغرفة، بينما كان الرجال يجلسون في الفناء الخارجي. وعندما سئلت عمّا إذا كانت F33 وF29 قد أمضيتا الليلة هناك، قالت إنها لا تتذكر. وفي إجابتها عن سؤال القاضي، روت F34 الموقف الذي التقت فيه F33 وF29 بـP1، موضحةً أن الأربعة كنّ جالسات في الفناء الخارجي بعد أن غادر [حُجب الاسم] F43 و[حُجب الاسم] F42 وأقفلا الأبواب. وخلال تبادل للأسئلة والأجوبة، أوضحت الشاهدة أنهنّ لاحظن أن P1 لم تكن على ما يرام، إلا أنهن لم يطرحن عليها أسئلة كثيرة، إن طُرحت أي أسئلة أصلًا، عندما كنّ جالسات معًا لأنهنّ كنّ يعلمن بأن ذلك يثقل عليها. وأوضحت الشاهدة أيضًا أن P1 لم تتحدث عن الموقف من تلقاء نفسها لأنها كانت تشعر بالخجل، لكن الشاهدة أخبرت F33 وF29 بما حدث في لحظة لم تكن P1 موجودة فيها.

سأل رئيس المحكمة الشاهدة عمّا إذا كانت تتذكّر الكلمات واللغة التي كانت تتحدث P1 بها عندما وصفت أنها قد دُمِّرت. فأشارت F34 إلى أن P1 كانت تتحدث العربية، وأنها استخدمت كلمة "Ephistat"، التي ترجمتها مترجمة المحكمة الشفوية للهجة الكرمانجية [حُجب الاسم] C3، إلى "اغتصاب". [ملحوظة: دُوّن الاسمُ كما ذُكر.] وعندما طُلب منها تقديم مزيد من التفاصيل حول الظروف التي دُمِّرت فيها P1، أجابت F34 بأنها تجد صعوبة في سرد ما حدث. وعندما سألها رئيس المحكمة إن كانت بحاجة إلى استراحة، أجابت محاميتها السيدة [حُجب الاسم] F40 بأن F34 تودّ المتابعة دون استراحة. ثم تابعت الشاهدة قائلة إن P1 أخبرتها بأن توانا قد جرّدها من ملابسها وقيّد يديها ورجليها و"أخضعها لتلك المعاملة". وأوضحت الشاهدة أيضًا أن P1 لم تكن تعرف ما الذي جرى لها تحديدًا، وأنها لم تكن تعرف ما هو الاغتصاب. سأل رئيس المحكمة إن كانت F34 تتذكّر أي تفاصيل أخرى. فتذكرت الشاهدة أن P1 كانت تبكي بشدة لدرجة أنها كادت لا تستطيع التحدث، وكانت تقول إن بطنها يؤلمها. وفي معرض إجابتها عن سؤال آخر، أوضحت F34 أن P1 قالت لها إن ما حدث جرى قبل إحضارها إلى منزل F34 بساعتين أو ثلاث ساعات تقريبًا.

وعندما سُئلت عن الفتيات الإيزيديات الأخريات اللاتي جئن إلى المنزل الذي كانت تقيم فيه، ذكرت F34 أن فتاة صغيرة أخرى كانت أيضًا مع المتّهمَين جاءت ليوم واحد، لكنها لا تتذكر أي تفاصيل أو ظروف متعلقة بذلك. طلب القاضي شْتْغافْنَر من F34 أن تقدّم تفاصيل حول ما حدث في وقت سابق، وتحديدًا مباشرة بعد أسرها. وبعد طرح عدة أسئلة تعقيبية، أفصحت الشاهدة بالتفصيل أنها بقيت في الرقّة لمدّة شهر مع عدة فتيات إيزيديات أخريات، ثم اشتراها رجل سعودي ونقلها إلى قرية [حُجب المكان]. وتذكّرت أنها التقت هناك بفتاتين وهما: [حُجب الاسم] F49 وفتاة إيزيدية أخرى لا تتذكر اسمها. وفي معرض إجابتها عن سؤال آخر، أوضحت أنها رأت [حُجب الاسم] F49 كثيرًا بعد أن اشتراها [حُجب الاسم] F43. وتابعت إفادتها قائلة إنها ذهبت مع F43 إلى الموصل إلى قرية تسمى [حُجب المكان]. وأوضحت أن F43 سألها إن كانت ترغب في زيارة فتيات إيزيديات أخريات، فذهبا لزيارة F49، وفي وقت لاحق زارتها [حُجب الاسم] F33 و[حُجب الاسم] F29. وأشارت إلى أن F49 كانت تعيش بجوار [حُجب الاسم] F31 التي كانت مع عضو في تنظيم داعش يُدعى و[حُجب الاسم] F50، الذي أنجبت منه طفلًا. وفي اليوم التالي، زارت F34 وF43 [حُجب الاسم] F51 التي كانت مع عضو في تنظيم داعش يُدعى [حُجب الاسم] F52، وكانا يعيشان بعيدًا عن F49. وتذكّرت أن F51 وF31 قد بيعتا لأشخاص آخرين. وأضافت F34 أنها عاشت في قرية [حُجب المكان] لمدّة تتراوح بين تسعة أشهر وسنة. وروت أيضًا موقفًا تركها فيه F43 وحدها ليؤدي الصلاة، وطلب منها أن تصلّي هي أيضًا، لكنها لم تفعل لأنه ليس دينها. وأشارت إلى أنه وضع سلاحًا على "الديشار" (ثياب الصلاة) الخاصة بها، وعند عودته أخبرها أنه يعلم بأنها لم تُصلِّ لأن السلاح لم يُحرّك من مكانه. ثم ضربها بالسلاح على رأسها قائلًا: "حتى لا تنسي صلاتك مرة أخرى".

أشارت القاضية فوسُلوس إلى ما ذكرته F34 سابقًا بشأن الظروف التي تعرّضت فيها P1 لما وصفته بأنها دُمّرت، وطلبت منها تقديم مزيد من التفاصيل. فكرّرت الشاهدة روايتها السابقة، موضحة أن توانا نزع ملابس P1 وقيّدها و"فعل بها". تابعت القاضية فوسُلوس مُقرًّة بمدى صعوبة هذا الموضوع، لكنها سألت عمّا قالته P1 بالتحديد لـF34، خاصةً وأن P1 لم تكن تعرف على وجه الدقة ما هو الاغتصاب. فكرّرت F34 ما قالته سابقًا مرة أخرى، مضيفةً أن توانا أحضر P1 إليها بعد أن انتهى من فعلته، وأنه كان ينتظر P1 حتى تكبر قليلًا ليتمكّن من أن "يفعل" بها، لأنه كان على دراية بأنها قد تموت لو فعل بها ذلك وهي ما تزال صغيرة. سألت القاضية فوسُلوس عن الطعام الذي كانت P1 وF34 تتناولانه. فتذكرت الشاهدة أنها كانت تطهو لـP1، وأن المتوفر لديها كان الخبز والأرز، وأحيانًا لم تأكلا سوى وجبة واحدة في اليوم. وتذكرت F34 أنها كانت تقول لـP1 إنها ليست جائعة عندما لا يكون الطعام كافيًا لهما معًا، لأن P1 كانت جائعة. وعندما سُئلت عمّا إذا كانت P1 تُجبَر على أداء الصلاة، أجابت F34 بأنه عندما يكون أعضاء تنظيم داعش موجودين، كان عليهما الصلاة، وأن P1 كانت قد عُلّمَت الكلمات التي تُقال خلال أداء الصلاة. وأضافت أنها هي وP1 لم تكونا تصليان عندما يكون أعضاء تنظيم داعش غائبين، لأنه لا يمكن فرض الدين بالقوة.

قاطعها محامي الدفاع أميري، مشيرًا إلى أن المتّهمة آسيا كانت بحاجة إلى استراحة لتناول دواء الصداع.

***

استراحة لمدّة 20 دقيقة

***

سأل القاضي شْتْغافْنَر الشاهدة بعد الاستراحة عن المدّة التي بقيت فيها في البيت المبني من الطين، وعن مدّة زيارة F33 وF29. وبعد أن أجابت F34 بأن F33 وF29 زارتاها ثلاث أو أربع مرات في المجموع، واجهها القاضي بإفادة سابقة أدلت بها أمام الشرطة في كندا، والتي ذكرت فيها أن F33 وF29 زارتاها وبقيتا لمدّة ليلة واحدة، وفي الليلة التي تلت بقي [حُجب الاسم] F53 وزوجته الروسية لمدّة ليلة واحدة، ثم عادت F33 وF29 وزارتاها مرة أخرى وبقيتا لمدّة أربعة أيام. وسأل القاضي عمّا إذا كانت زيارة الأربعة أيام تلك قد جرت عندما كانت P1 موجودة، فأوضحت F34 أن توانا أحضر P1 إليها إمّا قبل زيارة المرأة الروسية أو بعدها.

أرادت القاضية هامِل معرفة ما تغيّر في حياتها بعد أن باعها الرجل السعودي إلى F43. فأجابت F34 بأنه لم يكن مسموحًا لـF43 أن يبيعها مرة أخرى لأنه تزوّجها. وأوضحت القاضية هامِل أنها تدرك أن الحديث في هذا الموضوع شاقّ عليها، لكنها تحتاج إلى فهم ما قصدته F34 عندما قالت إن توانا قد "فعل" بـP1. وسألت القاضية F34 عمّا إذا كانت P1 قد استخدمت أي كلمات محدّدة لوصف هذا الجزء. فأعادت الشاهدة رواية ما قالته سابقًا. وعندما تابعت القاضية هامِل بسؤالها عن الكلمات التي استخدمتها P1 تحديدًا، كرّرت F34 أن P1 قالت إنه دمّرها، وإنه اغتصبها. وأوضحت الشاهدة أنه دمّر حلمها بهذا الفعل، فجميع الفتيات الإيزيديات لديهنّ حلم. وأضافت F34 أن تنظيم داعش سلَب منهنّ جميع أحلامهنّ، لكنها أضافت أنه سيأتي يوم تُنصَف فيه P1. وأعربت F34 عن أمنيتها قائلة "أتمنى من الله أن يكابد [أعضاء تنظيم داعش] يومًا ما كابدناه نحن [الإيزيديات/الإيزيديين]". وأفادت أيضًا أن تنظيم داعش قتل أطفالًا حديثي الولادة؛ إذ لم يكن شقيقها قد تجاوز الأربعين يومًا من عمره عندما قُتل. وأضافت أن الكلمات لا تكفي لوصف ما فعلوه بهم، فقد كانوا يصفون الإيزيديين بالكفّار. واختتمت F34 حديثها قائلةً إنهم هم الكفّار أصلًا.

وعندما سألتها القاضية هامِل عن تاريخ تحرّرها، أشارت F34 إلى أنها حُرّرِت بتاريخ 15 آذار/مارس، 2019. وعندما سُئِلت عمّا إذا كانت قد تواصت مع إيزيديات أخريات، أوضحت أنها أُعيدت إلى عائلتها ورأت F29 وF33 مرة واحدة فقط، وأنهما أصبحتا صديقتين لها عبر الإنترنت، لكن التواصل بينهن كان محدودًا. ونفت أنها تحدثت معهما بشأن شهادتها في هذا اليوم. سألها القاضي شْتْغافْنَر عمّا إذا كانت قد خضعت لاستجواب في مكتب إنقاذ المختطفين الإيزيديين، فأكّدت F34 ذلك. وسألها عمّا أخبرتهم به، فأشارت F34 إلى أنها روت لهم قصتها كاملة. وقبل اختتام الجلسة، سألت القاضية هامِل عمّا إذا كانت الأسماء قد أُعطيت لها أم أنها هي من قدّمتها بنفسها. فنفت F34 أن أحدًا زوّدها بالأسماء، وأكّدت أنها قالت الحقيقة.

رُفِعت الجلسة في الساعة 3:18 بعد الظهر.

سيُعقد يوم المحاكمة التالي في 30 تموز/يوليو، 2025، في التاسعة والنصف صباحًا.

اليوم الرابع عشر – 30 تموز/يوليو، 2025

في هذا اليوم من المحاكمة، استهلّ رئيس المحكمة القاضي شْتول الجلسة بقراءة مذكرة من القاضي شْتْغافْنَر. ووفقًا للمذكرة، تلقّى القاضي اتصالًا في اليوم السابق من موظف حماية الشهود المسؤول عن F34. مفاده أن F34 قد أغمي عليها بعد انتهاء الجلسة عند خروجها من مركبة، وبقيت فاقدة للوعي لمدّة تقارب الدقيقتين. وقد نُقلت على وجه السرعة إلى مشفى، حيث لم تستجب عند مخاطبتها طوال ساعتين ونصف عقب ذلك. ثم بدأت تُبدي ردود فعل محدودة مثل تحريك رأسها أو عينيها فقط عند مخاطبتها. وقد أوضح الأطباء أنهم لم يجدوا أي مشكلة جسدية لديها. ووفقًا للأطباء، يُرجّح أن تكون F34 قد مرّت بحالة انفصال عن الواقع ناجمة عن الضغط النفسي الشديد الذي تعرّضت له خلال جلسة الاستماع في المحكمة. وقد غادرت F34 المشفى بناءً على رغبتها، رغم حاجتها إلى من يساعدها على السير. ولذلك قرّر رئيس المحكمة عدم استكمال شهادة F34 في هذا اليوم، وأنه سيتعين على أطراف الدعوى اتخاذ الترتيبات اللازمة لتحديد موعد جلسة الاستماع الثالثة والأخيرة.

سأل محامي الدفاع أميري، وهو أحد أعضاء فريق محامي دفاع آسيا، عمّا ستفعله المحكمة إذا بقيت F34 غير قادرة على الإدلاء بشهادتها في 31 تموز/يوليو. فأشار رئيس المحكمة أنهم سيُحيلون F34 إلى مسؤول الصحة العامة لفحصها، وفي حال ثبوت أهليتها للمثول أمام المحكمة، فيمكن إلزامها بالحضور قسرًا.

رُفِعت الجلسة في الساعة 10:42 مساءً.

سيُعقد يوم المحاكمة التالي في 31 تموز/يوليو، 2025، في 9:30 صباحًا.

اليوم الخامس عشر – 31 تموز/يوليو، 2025

استهلّ رئيس المحكمة جلسة هذا اليوم موضحًا أن الشاهدة [حُجب الاسم] F34 قد تعافت بشكل جيد يوم أمس، وأنها أبدت استعدادها لمواصلة الإدلاء بشهادتها. وأشار إلى أنه تحدث مع الطبيبة النفسيّة الخبيرة [حُجب الاسم] E4، التي أشارت إلى أنّه في مثل هذه الظروف قد يحدث إعادة إحياء للصدمة النفسية. وأشارت إلى أنّ خطر حدوث ذلك يزداد مع وجود عوامل خارجية إضافية، مثل ارتفاع مستوى الاهتمام العام ووجود أشخاص مرتبطين بالأحداث المعنيّة. وأضافت الطبيبة النفسية أيضًا أنّه سيكون من المفيد عمومًا تقليل عدد الحاضرين. فقال رئيس المحكمة إنّه سيأخذ هذا الأمر بعين الاعتبار إذا دعت الحاجة أثناء سير إجراءات المحاكمة. [ملاحظة: حضر جلسة الاستماع في يومي 29 و31 تموز/يوليو ما بين 15 و20 شخصًا، وهو عدد مرتفع بشكل استثنائي مقارنةً بباقي جلسات المحاكمة].

دخلت الشاهدة قاعة المحكمة بعد ذلك. وأعرب رئيس المحكمة عن سروره بتحسّن حالتها وعبّر امتنانه لحضورها جلسة اليوم. ثم أوضح أنه يحقّ لمحامي دفاع المتّهمين في ألمانيا طرح أسئلة على الشهود أيضًا، وأوضح أنه هذا ما سيجري اليوم.

بدأ محامي الدفاع أميري بطرح الأسئلة. أوضح أميري لـF34 أنه سيعيد ذكر ما قالته سابقًا كما يتذكره ثم سيطرح سؤالًا محدّدًا. وأوضح أميري أنه فهم أن توانا جرّد P1 من ملابسها وقيّدها ثم دمّرها. وسأل F34 عمّا إذا كان بإمكانها أن تقول ما الذي فعله توانا تحديدًا بـP1، أو أن تصف الأفعال الملموسة التي أخبرتها بها P1. فسألت F34 عمّا إذا كان يريد معرفة ما قالته P1 لها باللغة العربية، فأكّد أميري ذلك. وبعد إدلاء F34 بشهادتها، أشارت المترجمة الشفوية للهجة الكرمانجية [حُجب الاسم] C3، إلى أن F34 قالت الكلمة باللغة العربية، وأنها لا تستطيع سوى تكرارها باللغة العربية. فتدخّلت F34 قائلة إنها تفضّل أن تقول لها الكلمة باللغة الكردية وأنه يمكنها ترجمتها بعد ذلك. سأل رئيس المحكمة C3 عمّا إذا كان بإمكانها تكرار الكلمة العربية كما تتذكرها. فاعترض محامي الدفاع أميري على هذا الاقتراح، ولم تعد C3 قادرة على تذكّر الكلمة. فطلب رئيس المحكمة من المترجمة الشفوية للغة العربية [حُجب الاسم] C2، التقدّم، إلّا أن F34 رفضت ذلك بوضوح قائلة: "لا، لا أريد أن أتحدث باللغة العربية، فالأمر صعب عليّ!". أقرّ رئيس المحكمة بقرارها، قائلًا إنه سيحاول شرح سبب حاجتهم لهذه المعلومة. وأشار إلى أنّ الكلمات في اللغات الأخرى قد تحمل معاني متفاوتة قليلًا، ولهذا السبب تسعى المحاكم إلى التأكّد مما حدث بأكبر قدر ممكن من الدقّة والقرب من الأحداث الحقيقية. واقترح على F34 أن تكتب الكلمة بدلًا من قولها علنًا. فكرّرت F34، التي تولّت C2 ترجمة أقوالها شفويًا من اللغة العربية، ما قالته P1 لها، قائلة: إنّ توانا خلع ملابسها وملابسه وقيّد يديها وقدميها و"أولج شيئًا في جسدها"، وأن ذلك كان مؤلمًا للغاية.

تابع محامي الدفاع أميري بسرد رواية F34 التي أدلت بها سابقًا، إذ أوضحت أنّ P1 قالت لها الكلمة العربية التي تعني اغتصاب، وهي "Ephistat". وفي الوقت نفسه، أشار أميري إلى أنّ F34 كانت قد أقرّت بأنّ P1 لم تكن تعلم "أن ما تعرّضت له كان اغتصابًا". وسألها أميري كيف يمكنها تفسير ذلك. فتدخّلت المدّعية العامة الدكتورة شْليب موضحة أن سرد محامي الدفاع أميري لرواية الشاهدة غير صحيح. وأشارت شْليب إلى أنّ F34 شهدت بأن P1 "لم تكن تعرف ما الذي تعرّضت له". وأضافت محامية F34 أنّه يتعين على محامي الدفاع أميري أن يوضح سؤاله، لأنها هي نفسها لم تفهمه. فأعاد أميري صياغة سؤاله، فأجابت F34 أنّ P1 كانت صغيرة في السن، لكنها كانت تعرف ما حدث لها، و"كانت تعرف أنها دُمِّرت". وأوضحت أيضًا أنّ انطباعها كان أنّ هذه كانت المرة الأولى التي تتعرّض فيها P1 لمثل هذا الفعل.

تابع محامي الدفاع أميري بطرح سؤالين آخرين، غير أنّ رئيس المحكمة رفضهما لأنهما كانا مكرّرين. وعندما بدأ محامي الدفاع أميري بتكرار إجابة سابقة لـF34، قاطعه رئيس المحكمة مؤكدًا أنّ ما قاله لا يُعدّ سؤالًا. فاحتجّ أميري قائلًا إنّ مقاطعته أثناء طرح الأسئلة أمر غير مريح لأنه يُربكه.

واجه محامي الدفاع أميري الشاهدة بعد ذلك بإفادة أدلت بها أمام الشرطة، إذ سُئلت عمّا إذا كانت P1 قد ذكرت شيئًا آخر عمّا حدث لها، إلى جانب تقييدها وتجريدها من ملابسها. وقد نفت F34 ذلك أمام الشرطة. فسألها أميري عن سبب تذكّرها لمعلومات إضافية اليوم. قاطع رئيس المحكمة السؤال، موضحًا أنّها من الممكن أن تكون قد تذكّرت أمورًا أخرى خلال إفادتها لدى الشرطة. وتدخّلت المدّعية العامة الدكتورة شْليب أيضًا، مضيفة أنّ مواجهة أميري كانت غير مكتملة، إذ إنّ F34 قد أدلت بالفعل بتفاصيل إضافية بشأن هذه المسألة في مواضع أخرى من إفادتها لدى الشرطة. وحاول رئيس المحكمة إعادة صياغة السؤال الأصلي الذي طرحه أميري، لكنه تراجع بعد اعتراضٍ آخر من المدّعية العامة مفاده أن المواجهة كانت غير صحيحة.

أشار أميري بعد ذلك إلى أنه لا يرغب في مناقشة هذه المسألة أكثر أمام الشاهدة، لأن ذلك قد يؤثّر عليها. فأعلن رئيس المحكمة استراحة لمناقشة صياغة السؤال.

***

استراحة لمدّة 15 دقيقة

***

أوضح رئيس المحكمة بعد الاستراحة أنّه سيتلو عدة مقاطع من إفادة F34 أمام الشرطة، وأنه سيطرح أسئلة تبعًا لها. ووافق محامي الدفاع أميري على الإجراء المقترح، لكنه أثار مسألة أخرى، مؤكدًا أنّ مواجهته للشاهدة بإفادتها التي أدلت بها أمام الشرطة كانت صحيحة، لأن الشاهدة لم تذكر مطلقًا أي شيء يتعلق بحدوث "اختراق". وجادل أميري بأنّ مقاطعته كانت تصرفًا غير لائق لأنه أربك الشاهدة. وبالإشارة إلى مبدأ المحاكمة العادلة والسوابق القضائية للمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان (ECtHR)، شدّد أميري على أنّه يجب السماح للدفاع بمواجهة الشاهدة بنقاط التشكيك. وأشار إلى أن رئيس المحكمة والادّعاء العام طرحا في بعض الأحيان أسئلة إيحائية أو أسئلة مكرّرة تسببت أيضًا في إرباك الشاهدة، إلا أن الدفاع لم يتدخل رغم ذلك. ولذلك طلب تطبيق المعايير نفسها على الطرفَين.

استُدعيت الشاهدة F34 للدخول إلى قاعة المحكمة، وبدأ رئيس المحكمة بقراءة المقاطع ذات الصلة. وبعد تلاوة ما ورد في محضر إفادتها لدى الشرطة، سُئلت F34 عمّا إذا كانت P1 قد نزفت. فنفت F34 ذلك، لكنها أضافت أنّ P1 عانت من ألم داخلي نتيجة الاغتصاب. وعندما سُئلت لاحقًا عمّا إذا كانت P1 قد شرحت كيفية اغتصابها إلى جانب تقييدها، نفت F34 ذلك. وفي موضع آخر، سألت الشرطة F34 عمّا قالته P1 عندما سألتها F34 عن سبب بكائها. فأخبرت F34 الشرطة بأنّ P1 قالت إنّ توانا قد فعل "أشياء قذرة بها" في الليلة السابقة لمجيئها هنا. وعندما سُئِلت F34 عمّا تعنيه عبارة "أشياء قذرة"، أجابت موضحة أنها تعني "أشياء جنسية". وعندما سألتها الشرطة عمّا إذا كانت P1 قد تعرّضت للاغتصاب، أكّدت F34 ذلك. وعندما سُئلت عمّا إذا كانت تلك هي المرة الأولى التي اغتصب فيها توانا P1، فأكّدت F34 ذلك أيضًا. أوضح رئيس المحكمة بعد ذلك أنّ الشاهدة ذكرت تفصيلًا جديدًا اليوم، وهو أنّ P1 قالت إنّ توانا أولج عضوه في جسدها، وسألها عن سبب عدم ذكرها لهذا الأمر سابقًا.

أشارت الشاهدة إلى أنّ مقابلتها لدى الشرطة كانت تتعلّق بقصتها هي، وأنها لم تشرح قصة P1 بالتفصيل في ذلك الوقت. وعندما سُئلت عن سبب عدم قولها أي شيء في اليوم الأول من شهادتها، قالت إنها فعلت ذلك. فأوضح رئيس المحكمة أنها لم تستخدم نفس الكلمات تحديدًا، فأجابت F34 بأنها لا تتذكر كل شيء دائمًا منذ البداية. فسأل رئيس المحكمة عمّا إذا كان للأمر علاقة أيضًا بحقيقة عدم رغبتها في التحدث باللغة العربية. فقاطعه محامي الدفاع أميري، مشيرًا إلى أنّ هذا ليس سؤالًا مفتوحًا، لكن الشاهدة كانت قد أجابت بالفعل بأنها لا تريد التحدث باللغة العربية. واحتجّ محامي الدفاع كِمْبْف بأنّ رئيس المحكمة كان يقاطع محامي الدفاع كثيرًا أثناء طرح الأسئلة بحجّة أن أسئلتهم كانت إيحائية أو مُكرّرة، بينما لا يُطبَّق المعيار ذاته على الأسئلة التي يطرحها القضاة أنفسهم. أضاف محامي الدفاع أميري أن فريق الدفاع قد اعترض على هذا السؤال، غير أنّ القاضي لم يوقف سير إجراءات المحاكمة، وهو ما جعل الأمر عديم الجدوى من الناحية الإجرائية [ملاحظة: إذا اعترض محامي الدفاع على سؤال ما، يتعين إصدار قرار بشأن مدى جواز توجيه السؤال (مقبوليته). وإذا تعلق الأمر بسؤال طرحه رئيس المحكمة، فيجب حينئذ أن تفصل هيئة المحكمة بكامل أعضائها في الأمر وفقًا للفقرتين 242 و238 (2) من قانون الإجراءات الجنائية الألماني. وإذا جرى تجاهل الاعتراض أو لم تبتّ فيه الجهة المختصة، فإن ذلك يشكل خطأً إجرائيّا. ويمكن أن يؤدي هذا بدوره إلى الطعن بالنقض وفقًا للفقرة 337 من قانون الإجراءات الجنائية الألماني، إذا كان الحُكم قد بُني على هذا الخطأ]. فأشار رئيس المحكمة إلى أن هذه النقطة محل نظر، لكنه طلب من محامي الدفاع أميري المضي قدمًا في طرح الأسئلة.

استأنف محامي الدفاع أميري طرح الأسئلة بسؤال F34 عمّا إذا كان هناك اختلاف في وضعها بعد زواجها من [حُجب الاسم] F43. فأوضحت F34 أن وضعها بقي على حاله، وأنها لم تكن تملك أي حقوق. وفي إجابتها عن سؤال تعقيبي، أضافت أنها لا تعرف ما إذا كانت ستُترك لتجلس وحدها في غرفة مع آسيا لو لم تكن متزوجة من F43. وتذكّرت أيضًا أنها جلست في غرفة مع المتّهمة مرة أو مرتين لبضع ساعات. وعندما سُئلت عن طبيعة العلاقة بينهما، أوضحت الشاهدة أنه لم يكن يسمح للمتّهمة آسيا بأن تُصدر لها أي أوامر، وأنها كانت تعاملها معاملة لا بأس بها.

تابع محامي الدفاع بطرح سؤالٍ يتعلق بأسماء المتّهمَين، وواجه F34 بإفادتها أمام الشرطة، التي ذكرت فيها أن اسم المتّهمة كان أم عبد الله لكنها قالت إنها لا تعرف أي أسماء أخرى. فأوضحت F34 أنها تذكّرت الاسم "آسيا" بعد مغادرتها مقرّ الشرطة. وعندما سُئِلت عمّا إذا كانت تتذكر شكل منزل المتّهمَين، أشارت إلى أنه كان أكبر حجمًا، لكنها لا تستطيع تذكر عدد الغرف التي كان يضمها.

واجهها محامي الدفاع إيفالد بشهادتها السابقة التي أدلت بها في اليوم الثالث عشر من المحاكمة، وتحديدًا قولها إن P1 كانت قد قُدِّمت بصفتها هدية بمناسبة ولادة ابنة المتّهمَين. وسأل F34 مرارًا وتكرارًا عمّا إذا كانت تتذكّر شهادتها، الأمر الذي دفع المدّعية العامة شْليب إلى مطالبته بقراءة الشهادة مباشرة بدلًا من سؤال الشاهدة باستمرار عمّا إذا كانت تتذكّرها، لأن ذلك يُضاعف مدّة سير المحاكمة بأكملها. فأشار محامي الدفاع إيفالد إلى أنه اتُّهِم مرارًا بتقديم مواجهات غير صحيحة، ولذلك فإنه يرى أن السؤال عن مدى تذكّر الشاهدة لشهادتها مشروع تمامًا. فأشار رئيس المحكمة عندئذٍ إلى إمكانية حدوث مشاكل إذا تذكرت الشاهدة أقوالها من اليوم الثالث عشر من المحاكمة بشكل خاطئ. وفي إجابتها عن سؤال آخر، أوضحت F34 أنها لا تتذكّر ما قالته في اليوم الثالث عشر من المحاكمة، وأنها حاليّا لم تعد تتذكّر أي شيء. وطلبت محاميتها، F40، أخذ استراحة.

***

استراحة لمدّة 13 دقيقة

***

سأل محامي الدفاع إيفالد بعد الاستراحة عمّا إذا كانت F34 تتذكّر ما قالته P1 عندما سألتها الشاهدة في المنزل الأول عن سبب بكائها. فأوضحت F34 أنها لم تعد تتذكّر ذلك، وأضافت أنها غير متأكّدة مما إذا كانت قد سألت عن كيفية معاملة المتّهمَين لـP1. ووفقًا لمحامي الدفاع إيفالد، فقد قالت F34 في اليوم الثالث عشر من المحاكمة إن المتّهمَين لم يسيئا معاملتها، لكنها ذكرت أمورًا إضافية لاحقًا. فأكّدت F34 مرة أخرى أن المتّهمة آسيا كانت تأمر P1 مرارًا وتكرارًا بجلب أغراض، لكنها لم تشهد تعرّض P1 لأي ضرب مبرح. وهنا أثار محامي الدفاع كِمْبْف نقطة مفادها أن الشاهدة كانت قد ذكرت بشهادتها أنها شهدت سوء المعاملة خلسةً، وطلب مزيدًا من التفاصيل حول هذا السياق. فأجابت F34 بأنها لا تتذكّر كافة التفاصيل لأن ذلك حدث منذ زمن طويل. وعندما عاود محامي الدفاع كِمْبْف طرح السؤال مرتين إضافيتين بشأن مراقبتها لها خلسةً، أشارت محاميتها F40 إلى أنه طرح السؤال للمرة الثالثة الآن. عندها أوضحت F34 أن المتّهمة لم تكن تعلم بأنها كانت مراقبة، لأنهما لم يكونا يسيئان معاملة P1 في حضور الشاهدة. تابع محامي الدفاع إيفالد بسؤالها عن أسلحة المتّهمَين. فذكرت F34 أنها لا تتذكر ما إذا كانت آسيا تحمل السلاح معها أثناء وجودها في المنزل، أو مكان حفظ تلك الأسلحة في المنزل. وعندما سُئِلت عن مكان حفظ الذخيرة، أزالت الشاهدة التباسًا سابقًا، موضحةً أنه كان لديهما نوع من الأحزمة لحفظها. واجه محامي الدفاع كِمْبْف F34 بعد ذلك بإفادة سابقة أدلت بها أمام الشرطة، كانت قد ذكرت فيها أن أم عبد الله لم تخبر صديقاتها عن الأسلحة، لكن الشاهدة كانت تعلم أنهما كانا يحتفظان بها في غرفة النوم. فأوضحت F34 أنها لم تدخل إلى غرفة النوم قط.

وعندما سُئِلت عدة أسئلة تعقيبية بشأن واقعة اصطحاب رجال تنظيم داعش لـP1، كرّرت F34 رواياتها السابقة. وأضافت أن الفناء الخارجي كان له بابان، وأنهم أخذوا P1 من الباب الصغير. وأوضحت أنها كانت تراقب الفناء الخارجي من فتحة الباب في الغرفة، إذ لم يكن يُسمح لها بالخروج. وفي معرض إجابتها عن سؤال آخر، أكّدت أنها رأت المركبة التي وصل بها رجال تنظيم داعش. واجهها محامي الدفاع إيفالد بإفادة سابقة أخرى كانت قد أوضحت فيها أن رجلًا آخر من تنظيم داعش، وهو الذي اشترى P1، جاء لاصطحابها، لكنها لم تكن تعرف كيف تصفه. وعندما سُئِلت عن نوع المركبة، قالت إنها لا تتذكر. فشهدت F34 بأنها لم تقل إنه كان هناك رجل واحد فقط [من تنظيم داعش]، إلا أن محامي الدفاع إيفالد أصر على أنها قالت ذلك. فسأل رئيس المحكمة محامي الدفاع إيفالد عن ماهية سؤاله، فسأل إيفالد عن أوجه الاختلاف بين الروايتين. سأل رئيس المحكمة عن الاختلافات التي أشار إليها محامي الدفاع. فأوضح محامي الدفاع أنه افترض أنها كانت تتحدث عن شخص واحد فقط. فأشار إلى أنها ربما قصدت أن رجلًا واحدًا فقط من الرجال قد اشترى P1، لكنها لم تستبعد قط احتمالية وجود مرافقين معه عند قدومه لاصطحابها. وعندما سأل محامي الدفاع إيفالد عمّا إذا كانت F34 تتذكر حديثها عن شخص واحد فقط، اعترضت محاميتها رسميّا، مكرّرةً حجة رئيس المحكمة. وتابع محامي الدفاع إيفالد مشيرًا إلى أن F34 كانت قد أخبرت الشرطة بأنها لم ترَ أي سيارة. فقاطعه القاضي شْتول، مؤكدًا ضرورة أن تكون المواجهات دقيقة. وأشار إلى أنه وفقًا للمحضر، فقد سألت الشرطة عن نوع المركبة، وهو سؤال قد ينصرف معناه أيضًا إلى طراز المركبة.

تابع محامي الدفاع إيفالد طرح أسئلة تتعلق بموضوع آخر. وعندما سُئلت F34 عمّا إذا كانت تتذكر أنها قالت إنّ توانا قد أرجأ اغتصاب P1 حتى تكبر في السن لأنه كان على دراية بأنّها قد تموت بخلاف ذلك، أوضحت F34 أن ذلك كان مجرد تقدير شخصي منها. سأل محامي الدفاع إيفالد عمّا إذا كانت F34 قد تحدثت مع P1 بشأن الاغتصاب أو سألتها عمّا إذا كانت قد تعرّضت له، فنفت الشاهدة ذلك. تابع محامي الدفاع إيفالد طرح عدة أسئلة بشأن [حُجب الاسم] F43، فأوضحت F34 أنها لم تكن تعرف طبيعة عمله أو ما إذا كان يعمل أصلًا، إلا أنه لم يكن موجودًا في المنزل بصفة دائمة. أراد محامي الدفاع إيفالد معرفة مزيد من التفاصيل حول الحادثة التي ضربها فيها F43 بسلاح لعدم أدائها الصلاة. فأشارت F34 إلى أنه ضربها بعقب السلاح. وعندما سئِلت عمّا إذا كان بإمكانها توضيح الدافع وراء هذا العقاب، شهدت الشاهدة، التي بدت عليها علامات الانزعاج بشكل واضح، أن تنظيم داعش قتل الناس، من بينهم شقيقيها، لمجرد إجبار الناس على اعتناق دينهم. سألها محامي الدفاع إيفالد إزاء ذلك عمّا إذا كان هناك المزيد لتضيفه، وضحك ضحكة خفيفة. سأل رئيس المحكمة F34 عمّا إذا كانت ترغب في أخذ استراحة، فأكّدت الشاهدة ذلك.

***

استراحة لمدّة 15 دقيقة

***

استأنف محامي الدفاع إيفالد طرح الأسئلة عقب الاستراحة بمواجهة الشاهدة بإفادة أدلت بها أمام الشرطة، ذكرت فيها أن F43 ضرب رأسها بالحائط في الموقف المذكور أعلاه، وهو ما لم تتذكر F34 أنها قالته.

ومع المشارفة على اختتام طرح الأسئلة، قالت F40، محامية F34، إن الشاهدة ترغب في الإدلاء بكلمة. فأعربت F34 عن امتنانها للسماح لها بالحضور، وأثنت على الجهود المبذولة نيابة عن الإيزيديين. وقالت إنها واثقة من أن الدولة ستفعل الصواب، وتمنت أن ينال المتّهمان ما يستحقانه. فشكرها رئيس المحكمة على حضورها وتمنى لها عودة آمنة إلى ديارها. فأضافت F34 أنها وإن كانت ستعود إلى منزلها بأمان، إلا أنها ستعيش بقلب مفطور بقية حياتها. وأوضحت أن أقاربها ووالدها وشقيقها قد قُتلوا، وأنها تشعر وكأنها هي وشقيقتها ووالدتها قد قُتلن أيضًا جرّاء هذا الفقد.

صُرِفَت الشاهدة، وأعلن محامو الدفاع قبل اختتام الجلسة أنهم سيُعدّون مرافعة وفقًا للفقرة 257 من قانون الإجراءات الجنائية الألماني لتقديمها في الجلسة المقبلة. وأعلنت المدّعيتان العامتان أنها ستقدّمان مرافعة أيضًا.

رُفِعت الجلسة في الساعة 2:30 بعد الظهر.

سيُعقد يوم المحاكمة التالي في 5 آب/أغسطس، 2025، في 9:30 صباحًا.

________________________________

للمزيد من المعلومات أو لتقديم ردود الأفعال والآراء، يرجى إدراج تعليقك في قسم التعليقات أدناه، أو التواصل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة على [email protected]. كما يمكنكم متابعتنا على فايسبوك و تويتر. اشترك في نشرتنا الأسبوعية ليصلك تحديثات عن عمل المركز.