
داخل محاكمة علاء م #98: مُحادَثاتٌ عَلى فيسْبوك تُعَرّي سَجِيَّةً مِنَ الْعُدْوانِ وَالتَّحايُل
محاكمة علاء م.
المحكمة الإقليمية العليا - فرانكفورت ألمانيا
موجز مراقبة المحاكمة الثامن والتسعون
تاريخ الجلسة: 20 شباط / فبراير 2025
تحذير: قد تتضمن بعض الشهادات توصيفاتٍ للتعذيب
يُرجى ملاحظة أن هذا الموجز ليس نسخة حرفية لمحضر المحاكمة؛ بل مجرّد ملخّص غير رسميٍّ لإجراءات المحاكمة.
في هذا الموجز، [المعلومات الموجودة بين قوسين معقوفين هي ملاحظات من مراقبينا في المحكمة] و"المعلومات الواردة بين علامتي اقتباس هي أقوال أدلى بها الشهود أو القضاة أو المحامون". كما تمّ حجب أسماء الشهود والمعلومات التي قد تحدّد هويتهم.
[ملحوظة: يواظب المركز السوري للعدالة والمساءلة على تقديم موجز للإجراءات مع حجب بعض التفاصيل حمايةً لخصوصية الشهود وصَونًا لنزاهة المحاكمة.]
يسرد تقرير المحاكمة الثامن والتسعون الخاص بالمركز السوري للعدالة والمساءلة تفاصيل اليوم السابع والسبعين بعد المئة من محاكمة علاء م. في فرانكفورت، ألمانيا. ركزت الجلسة على محادثات فيسبوك منسوبة إلى المتهم وقراءتها رسميا. وتضمّنت هذه المحادثات في الفترة ما بين 2011 و2017 تبادل رسائل مع نساء وأصدقاء ذكور وأقارب. ورغم أنّ كثيرا منها بدأ بنبرة عادية أو ودية، إلا أنها انقلبت في الغالب إلى أنماط سلوك مكدّرة قذرة: خِلابةٌ وغزلٌ غير مرغوب فيه ولا داعي له، وتقديمُ النفس بصورة بذيئة فاحشة يعتريها الغرور والأنانية، ولغةٌ جنسية فاضحة صريحة، وعدوانية عنيفة سياسيا. عُرضت المحادثات بموافقة جميع الأطراف، وعرّت اجترارا لنبرة تلوّنت بالتلاعب بالعواطف والتحايل عليها، وبالتمجيد المكدّر للعنف والعدوان، فأعطى ذلك نظرة أعمق على سلوك المتهم الاجتماعي ومواقفه الشخصية خلال النزاع السوري.
اليوم السابع والسبعون بعد المئة - 20 شباط / فبراير 2025
بدأت الجلسة بتأكيد إجرائي على أنّ المتهم فهم المواد المعروضة دون مساعدة المترجم الشفوي، السيد بركات. وبموافقة جميع الأطراف، أقرّت المحكمة قراءةَ ترجمة محادثات فيسبوك في المحضر الرسمي من المجلد 12 من ملف القضية.
كشفت هذه المحادثات فهما عميقا لأسلوب علاء في التواصل مع النساء وتقديم نفسه في تعاملاته معهن. ففي جميع المحادثات، كان يقدم نفسه دائما على أنه طبيب، ويُرجَّح أنها محاولة مدبّرة ليبدوَ بأنه رجل منشودٌ ذو مكانة عالية. وما انفكّ يراسلهن حتى بعدما كنّ يُجِبنه باقتضاب أو يتوقفن عن الرد تماما. وكثيرا ما كانت تستحيل نبرتُه دراميةً مشوبةً بتعظيم الذات، كما اتضح في رسائل مثل: «سأتوقف عن الكتابة إليك، لكن حبي لك سيظل خالدا».
في المحادثة رقم 23 التي جرت بين كانون الثاني / يناير وشباط / فبراير 2012، أهرق المتهمُ سَيلا من الإطراءات المفرطة على إحدى مستخدمات فيسبوك، واصفا إياها بـ «أجمل جبلاوية» ومضيفا: «يجب أن يُحظر وجهك. فأنت تشتتين انتباهي عن العمل»، ثم تابع: «جمالك سيدفنني حتما. أحلف بالرب وببشار الأسد أنّ وجهك جميل أخّاذ». ورغم عدم تلقيه الرد عليه، استمر في إرسال رسائل حميمية متصنّعة متكلّفة، منها «تصبحين على خير يا قطقوطة. تصبحين على خير يا حبيبتي. كان لقاؤك شرفا لي»، ثم أضاف لاحقا: «مرحبا، إذا أردتِ، سأخبركِ بالمزيد في حماة؟» و«مرحبا، أيتها العزيزة».
وفي محادثات مختلفة، طلب علاء مرارا من أصدقائه أن يضعوا إعجابا على منشوراته وصوره على فيسبوك أو يعلقوا عليها، وهو ما يُعرّي عَوَزَه المُلحّ إلى الإعجاب والتقدير من الناس.
في المحادثة رقم 226، التي امتدت من 2011 إلى 2014 وأُجريت مع [حُجب الاسم]، سرعان ما زاغت محادثةٌ بدأت حول الهواتف المحمولة إلى تبجّح فظّ سَمِج، ومنه: «أنا أستمني على جورجيت. الحشيش ألذّ من المهبل. جربته ثلاث مرات في المملكة المتحدة. وأنصحك أن تجربه أيضا». ثم تطرّقت المحادثة يإيجاز إلى موضوع النزاع المسلح، برسائل من قَبيل: «أُطلق النار 18 مرةً اليومَ في الزبداني» و«أُطلق النار على أحد أفراد عائلة إسحاق في مرمريتا».
في محادثات لاحقة، تزايدت نبرة المتهم فُحشا وعدوانيةً جنسية. ففي محادثة عام 2017 مع [حُجب الاسم] صرّح:
«لقد خُلقت لأنـــيــــ* الأكسـ**، ثم فُروج النساء، ثم البظر. أنا أبو شاكر/شكري، الفاتح!»
ثم أردف: «أَعِدِ المنيـ* إلى الدردشة!»
وكذلك: «أخبره أنّ قضيبي مثل موظفي نقابة المحامين وأنّ قضيبي سينيـــ* مؤخرته السمينة».
وكثيرا ما تضمنت هذه المحادثات لغةً مليئةً بالتسفيل والتحقير ومهووسةً بالجنس بإفراط، وحدث بعضها حينما كان يعمل المتهم في المشفى، إذ كان يهزأ بزملائه ويسخر منهم ويتبجح بسطوته الجنسية.
وأعرب علاء لاحقا في رسائل فيها إشارة إلى فظائع الحرب والاحتجاجات المناوئة للنظام عن تأييده الممغّص للعنف:
- «لقد اغتُصبوا في الزبداني. واليوم اغتَصبوا كــ* حماة»
- «شقيقُ صديقي [برتبة] رائد في سلاح الجو قتل 21 كلبا»
- «ما إن تصل لجنةُ الحمير إلى حمص، سيكون الشهر المقبل مثل حماة 1982»
- «هذا الشعب بحاجة إلى هتلر أو صدام لِيَنـيـــ*ــه»
- «هذه ثورة عصابات. سأنــيـــ* إياد»
- «ليساعد الرب الناس — خاصة العلويين!»
قرأ القاضيان كولر وَرُودِه مقتطفات المحادثات هذه بصوت عالٍ في المحكمة، مع تدخل رئيس المحكمة من حين لآخر لقراءة الأجزاء بالغة الحساسية. في أحد المواقف، رد القاضي على المبالغات الرومانسية المفرطة بصوت مسموع «أوه/واو [تعجبا]» في إشارة إلى ذهوله من نبرة المتهم وإلحاحه.
بعد قراءة تلك الأجزاء، قرأت أطراف الدعوى ذاتيا ما تبقى من سجلات الدردشة. وماحَكَ محامي الدفاع إندريس مجادلا بأنّ مثل هذه الألفاظ البذيئة السوقية قد تكون نسبيةً ثقافيا، وأشار إلى أنّ الأصدقاء المقربين في بلدان مثل كرواتيا يستخدمون لغةً مشابهة لتلك فيما بينهم دون تكلف.
رُفِعت الجلسة في الساعة 11:26 قبل الظهر.
سيُعقد يوم المحاكمة التالي في 27 شباط / فبراير 2025، في العاشرة صباحا.
________________________________
للمزيد من المعلومات أو لتقديم ردود الأفعال والآراء، يرجى إدراج تعليقك في قسم التعليقات أدناه، أو التواصل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة على [email protected]. كما يمكنكم متابعتنا على فايسبوك و تويتر. اشترك في نشرتنا الأسبوعية ليصلك تحديثات عن عمل المركز.