1 min read
داخل محاكمة علاء م #66: وفي اللَّيْلَةِ الظَّلْماءِ يُفتَقَدُ البَدْرُ - رَحِمَكَ اللّهُ سَيّد فرّاج

داخل محاكمة علاء م #66: وفي اللَّيْلَةِ الظَّلْماءِ يُفتَقَدُ البَدْرُ - رَحِمَكَ اللّهُ سَيّد فرّاج

المحكمة الإقليمية العليا - فرانكفورت ألمانيا

موجز مراقبة المحاكمة السادس والستون

تاريخ الجلسة: 23 و 25 كانون الثاني / يناير 2024

تحذير: قد تتضمن بعض الشهادات توصيفاتٍ للتعذيب

يُرجى ملاحظة أن هذا الموجز ليس نسخة حرفية لمحضر المحاكمة؛ بل مجرّد ملخّص غير رسميٍّ لإجراءات المحاكمة.

في هذا الموجز، [المعلومات الموجودة بين قوسين معقوفين هي ملاحظات من مراقبينا في المحكمة] و"المعلومات الواردة بين علامتي اقتباس هي أقوال أدلى بها الشهود أو القضاة أو المحامون". كما تمّ حجب أسماء الشهود والمعلومات التي قد تحدّد هويتهم.

يسرد تقرير المحاكمة السادس والستون الخاص بالمركز السوري للعدالة والمساءلة تفاصيل اليوم الثاني عشر والثالث عشر بعد المئة من محاكمة علاء م. في فرانكفورت، ألمانيا. في غُرّة جلسة هذا اليوم، نعى رئيسُ المحكمة مترجمَ المحكمة الشفويَّ السيدَ فراجًا - الذي توفي الأسبوع الماضي - بكلمة ألقاها في المحكمة، وأثنى عليه فيها خيرًا [يتقدّم المركز السوري للعدالة والمساءلة بالتعازي إلى عائلة السيد فرّاج  - رحمه الله - وأصدقائه في فقيدهم، ويتمنى أن يُلهمهم الصبرَ ويَجبُر مُصابَهم.]. بعد وهلة من الصمت تقديرًا للسيد فراّج، استُؤنف واختُتم استجوابُ الشاهد P28. شهد P28 أن الأوضاع في المشافي تدهورت بعد بدء الاضطرابات في سوريا. سأله القضاة بعد ذلك عن عمّه المتهم بارتكاب جرائم حرب في سوريا، ولكن P28 فضّل ألّا يبوح بالكثير لأنه لم يكن يعرف إلّا ما كان يُتداول على الإنترنت. وبعد بعض الأسئلة من فريق الدفاع، صرف رئيسُ المحكمة الشاهدَ معلنًا انتهاء استجوابه.

في يوم المحاكمة التالي، استُدعي مفتشٌ جنائيٌّ من مكتب الشرطة الاتحادية الجنائية الألماني (BKA) ليُدلي بشهادته في المحكمة. استجوب المفتش الجنائي، السيد كنابمان، الشاهدَ P28 سابقَا في مكتب الشرطة. وبشكل عام، أثار القضاةُ نفس الأسئلة التي سألوا P28 عنها، وردّد المفتشُ إجابات P28 المذكورة في محضر الاستجواب.

أبرز النقاط:

اليوم الثاني عشر بعد المئة - 23 كانون الثاني / يناير 2024

استهلّ رئيس المحكمة كولر جلسة اليوم بكلمة ألقاها على مسامع الأطراف والحضور. بدا الأسى على قسِمات وجهه كما سُمع في صوته الشجيّ حين قال إنه سيفتتح جلسة اليوم على غير العادة، فقد تلقّت المحكمة خبر وفاة مترجمها الشفوي السيد فرّاج. أثنى كولر على فرّاج خيرًا في كلمته وقال إن السيّد فرّاج لازمَ المحكمةَ مترجمًا شفويًّا حَولَين، وأضاف: "إنا نفتقده كثيرًا". فقد وفقًا لكولر، أثرى السيّد فراجٌ المحكمةَ بخبرته وحُنكته في اللغة العربية وثقافتها، وأوصل معانيَ النصوص التي ترجمها ومراميَ الشهود التي فسّرها إلى أفهام المحكمة، وبيّن وجلّا ما التبس حتّى ما بقي ما يحتاج التوضيح. أضاف كولر قائلًا: "كفاءتُه لا يُشَقُّ لها غبار. ودَومًا ما كنا نسمعه يقول: "هذا نعرفه مسبقًا". كان خلوقًا دَمِثًا يوقّرُ الجميعَ دائمًا. و "سيظلّ دومًا في ذاكرتنا". ثم أشار القاضي كولر إلى أنّ أخ السيد فراج وعائلتَه ضمن الحضور، وطلب من الجميع الوقوف بصمت برهةً، ثم أعلن عن استراحة قصيرة.

بعد الاستراحة، عرّف مترجمٌ شفويٌّ جديدٌ عن نفسه أمام المحكمة، وكان السيدَ كريم. أخبره رئيسُ المحكمة كولر أن الشاهدَ يتحدث الألمانية جيّدًا، ولكن قد يحتاجُ الشهودُ مساعدةً لتوضيح بعض المعاني كي لا يلتبس الأمر على المحكمة كما حصل في الجلسة السابقة مع مصطلحي "تابعٌ / ذَنَبٌ" [بالألمانية: Mitläufer] و "مؤيدٌ / نصيرٌ" [بالألمانية: Befürworter].

استأنف القضاةُ استجوابَ P28، وأرادوا أن يعرفوا ما التغيّرات التي لاحظها في المشافي بعدما بدأت الاضطرابات في سوريا وصار المعتقلون يُجلبون إليها. وضّح P28 أن العملَ أضحى أكثر والضغطَ بات أشدّ. واستحال إنقاذُ المرضى ووقفُ نزيفهم غايةَ الأطباء وأولويّتَهم، فأُلغيت الجراحاتُ الاختيارية، وكان عليهم الاقتصادُ في استخدام الأدوات الطبية، وانحطّت جودةُ العمليات والنظافةُ، فاستشرت الالتهاباتُ وتفشّت العدوى. وحين سأل القضاةُ الشاهدَ عما إن فُرضت قيودٌ على عمل الموظفين في المشفى وذكّروه بما قاله في استجواب الشرطة، أقرّ P28 أنّ التفتيشَ الأمنيَّ زاد وتعسّر. ولمّا استوضحه القضاةُ أكثر فأكثر، بيّن P28 أن تفتيشَه لم يتغيّر بسبب وضع والده [الذي كان رئيس مشفى تشرين]، ولكنه عَسِرَ على زملائه من السُّنّة.

بعد ذلك، سأل القضاة عن الوضع في وادي النصارى - الذي ترجمه المترجم الشفوي إلى "تلّ النصارى" - وعن نقاط التفتيش على الطرُق بينه وبين دمشق، فوضّح P28 أنها كانت تحت سيطرة الحكومة. ثم أبدى القضاةُ اهتمامًا بالتواصل بين P28والمتهم عقب القبض عليه، فأوضح P28 أنه لم يتواصل مع علاء إلّا أنّ أخاهُ P26 تواصل مع امرأة علاء بادئ الأمر ثم صار تواصُله شحيحًا. سأل بعدها القضاةُ الشاهدَ عن زملاءَ وأصدقاءَ يعرفهم هو وعلاءٌ كلاهما.

فطّن رئيس المحكمة كولر الشاهدَ بأنه غير ملزم بالإجابة عن أسئلة إن كانت ستفضي إلى ملاحقة قضائية له أو لأحد أفراد أسرته، وفق الفقرتين 55 و 52 من قانون الإجراءات الجنائية الألماني. قال كولر إنّ القضاة يودّون أن يسألوه عن أحد أعمامه ويتساءلون إن كان يرغب أن يخبر المحكمة عنه، إذ كان عمه متهمًا بقتل المدنيين وارتكاب انتهاكات وجرائم حرب. فردّ P28 بأنه يعرف إلى أي عمٍّ يرمون، وذكّر المحكمة بأنه لديه أقارب كثُرًا في سوريا من جهة أبيه وأمه. فتساءل القضاةُ إن كان هذا يعني أنه لا يريد الإفصاح عن شيء، ليردّ P28 بأنه لم يتحدث مع عمه كثيرًا وبأنه لا يعرف إلا ما قرأه على الإنترنت. وضّح القاضي رودِه أنّ المحكمة مهتمةٌ بوضع عمّه ورتبته. بيّن P28 ذلك وأشار إلى رتبة عمه حين سأله القضاةُ عنها، ولكن المترجمَ الشفويَّ لم يستطع ترجمتها، فاستحضر القاضي كولر السيدَ فراجًا وقال إنّ المحكمة تفتقد خبرته في هكذا أمور.

لمّا لم يكن لدى المدعين العامين ولا محامي المدعين أسئلةٌ، باشر فريق الدفاع استجوابَ الشاهد. مَحوَرَ محامي الدفاع بون أسئلتَه حول استجواب P28 في الشرطة. أقرّ P28بأن لغته الألمانية حاليًّا أفضل مما كانت عليه حين الاستجواب، وبأن الاستجوابَ كان طويلًا. سأل المتهم علاءٌ الشاهدَ عن واقعة معيّنة سأل عنها أخاه أيضًا [يمكنكم الرجوع إلى تقرير المحاكمة 60]، فتذكّر P28 الواقعة.

سأل علاءٌ الشاهدَ P28 إن كان يتذكّر أنه طلب من علاء أن يقدّم عنه طلب إجازة وقت تلك الواقعة. فتلكّأ P28 وصار يجيب ذات اليمين تارة بأنه يتذكر، وذات الشمال أخرى بأنه أمرٌ وارد. أراد القضاةُ التوثّق مما إن كان P28متيقّنًا من ذلك أم كان محض استنتاج، وطلبوا منه أن يخبر المحكمة بكل بساطة إن كان لا يتذكر. قال P28 إنه يودّ مساعدةَ المحكمة، فردّ القضاةُ أنهم لا يبتغون مساعدةً منه مثلما أنهم لا يريدون أن يحاول مساعدة المتهم، فجلُّ مرادهم هو الحقيقة. وبعد مراوغة للإجابة، جهر محامي الدفاع إندريس قائلًا في تململ: "لا أتذكر"، [مشيرًا إلى أنّ على P28 أن يجيب ببساطة بأنه لا يتذكر]. أراد محامي الدفاع العجي أن يعرف إن كان شائعًا أن يقدّم زميلٌ طلبَ الإجازة عن زميل آخر، فردّ P28 بأن الأمر لم يكن غيرَ مألوفٍ، ولكنه لا يتذكر ما حدث بينه وبين علاء. وبانقضاء أسئلة فريق الدفاع، أعلن رئيس المحكمة انتهاء استجواب P28، فصرفه ورفع الجلسة.

اليوم الثالث عشر بعد المئة - 25 كانون الثاني / يناير 2024

في جلسة هذا اليوم، مَثَلَ مفتشٌ جنائيٌّ من مكتب الشرطة الاتحادية الجنائية الألماني (BKA) ليُدلي بشهادته في المحكمة. استجوب المفتش كنابمان سابقًا P28 في مكتب الشرطة. سأل القضاةُ السيدَ كنابمان عن الأمور الإدارية للاستجواب وعن محتواه. بشكل عام، كرّر القضاة الأسئلةَ التي سألوا P28 عنها، ليقارنوا بين ما أفاد به P28 في استجواب الشرطة وبين ما شهد به في المحكمة. أشار القضاة إلى جملة خطّها P28بيده أثناء استجوابه في الشرطة [يمكنكم الرجوع إلى تقرير المحاكمة 62]، ووضّحوا أن P28 أفاد بشيءٍ مغايرٍ في المحكمة. أكّد المفتش أن تلك العبارة أضافها P28بنفسه، وقال كنابمان إن P28 أخبره أنه كان يتناوب بين المشافي كل ستة أشهر، ولم يمكث في المزة ثلاث سنين، كما أخبر القضاةُ كنابمان. ثم عُرضت في المحكمة صورة أقمار صناعية، وأكّد السيد كنابمان أنه أراها لـ P28 أثناء استجوابه وأنّ الكتابات عليها أضافها P28 بنفسه.

________________________________

للمزيد من المعلومات أو لتقديم ردود الأفعال والآراء، يرجى إدراج تعليقك في قسم التعليقات أدناه، أو التواصل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة على [email protected]. كما يمكنكم متابعتنا على فايسبوك و تويتر. اشترك في نشرتنا الأسبوعية ليصلك تحديثات عن عمل المركز.