1 min read
داخل محاكمة علاء م #72: لا يَصْلُحُ رَفيقًا مَنْ لَمْ يَبْتَلِعْ ريقًا

داخل محاكمة علاء م #72: لا يَصْلُحُ رَفيقًا مَنْ لَمْ يَبْتَلِعْ ريقًا

المحكمة الإقليمية العليا - فرانكفورت ألمانيا

موجز مراقبة المحاكمة الثاني والسبعون

تاريخ الجلسة: 15 و 16 و 18 و 19نيسان / أبريل 2024

تحذير: قد تتضمن بعض الشهادات توصيفاتٍ للتعذيب

يُرجى ملاحظة أن هذا الموجز ليس نسخة حرفية لمحضر المحاكمة؛ بل مجرّد ملخّص غير رسميٍّ لإجراءات المحاكمة.

في هذا الموجز، [المعلومات الموجودة بين قوسين معقوفين هي ملاحظات من مراقبينا في المحكمة] و"المعلومات الواردة بين علامتي اقتباس هي أقوال أدلى بها الشهود أو القضاة أو المحامون". كما تمّ حجب أسماء الشهود والمعلومات التي قد تحدّد هويتهم.

[ملحوظة: يواظب المركز السوري للعدالة والمساءلة على تقديم موجز للإجراءات مع حجب بعض التفاصيل حمايةً لخصوصية الشهود وصَونًا لنزاهة المحاكمة.]

يسرد تقرير المحاكمة الثاني والسبعون الخاص بالمركز السوري للعدالة والمساءلة تفاصيل اليوم الثالث والعشرين والرابع والعشرين والخامس والعشرين والسادس والعشرين بعد المئة من محاكمة علاء م. في فرانكفورت، ألمانيا. في يوم المحاكمة الأول هذا الأسبوع، مَثَلَ خبيرٌ لغوي لترجمة بعض المستندات، ثم قرأ القضاةُ مذكرة أعدّها مركز الشرطة الجنائية الاتحادية الألماني عن الشاهد P36.

كُرّس يومُ المحاكمة الثاني هذا الأسبوع لاستجواب شاهد جديد. إلّا أنه قبل ذلك، تناول القضاةُ مسألة أُثيرت حول حديث دار بين المترجم الشفوي وشاهدٍ في جلسة سابقة. إذ شارك المركز السوري للعدالة والمساءلة مع المحكمة تقريرَه الذي خلّد ذلك الحوارَ الذي أثار تساؤلات حول حيادية ذلك المترجم [لمزيد من التفاصيل حول خلفية هذا الموضوع، يُرجى قراءة تقرير المحاكمة #71]. وبعدما أخذ القضاةُ رأيَ أطراف القضية وتباحثوا فيما بينهم، قرروا إعفاء المترجم الشفوي واستبداله بآخر. لمّح بعدها المتهم إلى أنّ مراقب المركز السوري يسجل الأصوات في المحكمة وتساءل إن كان يمكن أن يُستدعى بصفة شاهد ليُستَجوب. أخبره رئيس المحكمة أنّ الأمر ممكنٌ، ولكن على المتهم أولًا استشارةُ محامي دفاعه.

وبعد ذلك، مَثَلَ P36 في المحكمة شاهدًا وبدأ استجوابُه. يعمل P36حاليًّا طبيبًا في ألمانيا، وعمل مع سابقًا مع علاء في مشفى المزة. بدا الشاهدُ مرتبكًا طيلة الجلسة. استجوبه القضاةُ حول المشافي التي عمل بها، والمعتقلين الذي كانوا يُجلبون إلى المشافي، وحالتهم الصحية وإساءة معاملتهم. ثم استُجوب حول زملائه، ومنهم علاء، الذي وصفه P36بأنه كان متباهيًا ويُبغضُه زملاؤه بسبب سلوكه وتهرّبi من العمل.

وفي اليوم الثالث من هذا الأسبوع، استأنف القضاة استجواب P36. سُئل الشاهد بالتفصيل عن عملية جراحية يُزعم أنه أجراها للمتهم. وذكر الشاهدُ أنه صدّق في بادئ الأمر القصةَ التي قصّها علاء، ولكنه بدأ يشك فيها بعد أن ظَلّ علاءٌ في إجازة مرضية طويلة ولم يعد بعد إصابته إلى المزة. وراودت الشاهدَ شكوكٌ بشأن ما إذا كان علاء قد هوَّل من إصابته ليُعرِض عن العمل، أو إن كانت هناك فعلًا مضاعفاتٌ أثناء التعافي. وظَلّ تاريخُ العملية الجراحية مسألةً خلافيةً طَوال الجلسة، وقدّم الشاهدُ عدة مزاعم لأوقات مختلفة، ولكنه شدّد على أنه لا يستطيع تذكر أي تاريخ محدد. وبدا متزعزعًا بشأن عدة تفاصيل طيلة الجلسة.

وجابه القضاةُ الشاهدَ P36بعدة وثائق. إذ أُثيرت شكوكٌ حول شهادة عمل لعلاء أصدرها زميلُ P36السابقُ في عام 2015، لأن الشاهد كان متيقّنًا من أن هذا الزميلَ لم يكن رئيس القسم آنذاك كما ذُكر في الوثيقة. وأثارت وثائق P36 التي قدّمها لطلبات التأشيرة والعمل مزيدًا من الشكوك، لأن بعض الصياغات والتنسيقات التي استخدمها هو وزملاءٌ آخرون من سوريا كانت متطابقة. وكما أسلف غيرُه من الشهود، أغفل P36 ذِكرَ أنه كان يعمل في مشفى عسكري. وعندما سُئل P36عما إذا كان يعتقد بأنّ علاءً كان من الممكن أن يفعل ما أشهرته الاتهامات، ردّ الشاهدُ بأنه يعتقد أنّ علاءً كان قادرًا على ذلك، لأن شخصًا مثله «يُبدي غضبَه، ولا يبتلعه».

في اليوم الأخير من أسبوع المحاكمة الحافل هذا على غير العادة، استُجوب محامي الدفاع العجي شاهدًا [لمزيد من التفاصيل حول خلفية هذا الموضوع، يُرجى قراءة تقرير المحاكمة #71]. إذ أراد القضاة معرفة الظروف التي بزغ فيها البيانُ الذي قدّمه P35. ذكر العجي أنه سمع عن شاهد مستعد ليُدليَ بإقرار لصالح علاء، وطلب من الشاهد الاتصال به. وتحدّثا على الهاتف باللغة العربية، ودوّن العجي البيان باللغة الألمانية، وأرسله إلى الشاهد ليراجعه ويوقع عليه، ثم قدّمه إلى المحكمة. وأعقبت الشهادةَ القصيرةَ المُدْلَهِمّةَ مذكراتٌ أعدّها مكتبُ الشرطة الجنائية الاتحادية الألماني (BKA) تتعلق بوثائقَ مسجلةٍ لدى سلطة الهجرة تخصّ شاهدَين. وقبل نهاية الجلسة، روى علاء للمحكمة كيف أنقذ حياة اثنين من زملائه السجناء أُصيبا بنوبات تشنج في باحة السجن. وأصاب المتهم إصبعه أثناء إنقاذه شخصًا أُصيب بنوبة صرع، وفقًا لما رواه.

اليوم الثالث والعشرون بعد المئة - 15 نيسان / أبريل 2024

في يوم المحاكمة هذا، استُدعيَ الخبير اللغويُّ، السيد فرّاج، لترجمة بعض المستندات للمحكمة. لم تُعرض على الشاشات المراسلاتُ بين محامي الدفاع العجي والشاهد P35، وإنما قرأ الخبيرُ اللغوي ترجمتها باللغة الألمانية. جُلُّ ما كان في المراسلات هو البيانُ الذي ادعى P35 أنه أعدّه بنفسه وزعم أنّ العجي ساعده فيه بتصويبه قواعديا، ومن ثَمّ أعاد العجي إرساله إلى P35ليراجعه ويوقعه [سيرِدُ أدناه في هذا التقرير - في اليوم 126 - تفاصيل استجواب العجي حول هذا البيان والمراسلات. ولمزيد من التفاصيل حول خلفية هذا الموضوع، يُرجى قراءة تقرير المحاكمة #71.]

ثم عُرض مقالان [حُجبت المعلومة] من موقع زمان الوصل وترجمهما الخبيرُ اللغوي إلى الألمانية. واختتم القضاةُ الجلسةَ بعرض وقراءة مذكرة أعدّها مركز الشرطة الجنائية الاتحادية الألماني عن الشاهد P35، وعُرضت فيه معلوماتٌ عامةٌ عن الشاهد وصورٌ لجوازات سفره والأختام فيه.

رُفِعت الجلسة في الساعة 11:00صباحًا.

سيُعقد يوم المحاكمة التالي في 16نيسان / أبريل 2024، في العاشرة صباحًا.

اليوم الرابع والعشرون بعد المئة - 16 نيسان / أبريل 2024

في يوم المحاكمة الثاني هذا الأسبوع، ولج القضاةُ قاعةَ المحكمة بعد تأخير طويل. وبعدما جلسوا على مقاعدهم، مالبثوا هُنَيهَةً حتى غادروا قاعة المحكمة موضحين أنّ عليهم أن يخوضوا في النقاش مجدّدًا. وبعد رجوعهم، وضّح رئيسُ المحكمة القاضي كولر أنّ سببَ التأخير كان حاجةَ القضاة إلى تباحث مسألة ما، فقد أنبأ مكتبُ المحكمة الإعلامي القضاةَ عن تواصل أحدهم معه. شدّد القاضي كولر على أنه يهيبُ بأن تتلطخ إجراءاتُ المحاكمة أو يُعبث بها. ثم لخّص بأن هناك مزاعم بأنّ المترجم الشفوي خوري تحدث مع الشاهد P35خلال الاستراحة وأشار في حديثه إلى سيدة محجبة كانت بين الحضور؛ وأنّ لبنان صار إسلاميا بعد أن كان مسيحيا؛ وأنّ سوريا ستصير إسلامية في حال رحيل الأسد [لمزيد من المعلومات عن خلفية الموضوع، يُرجى قراءة التقرير #71]. ثم أشار القاضي كولر إلى أنّ هذا يُعَدّ تصريحًا عن موقف سياسي من نظام الأسد، وأردف أنّ مِن بين الحضور شخصًا لغتُه الأمّ هي العربية وقد يسمع أمورًا كهذه. تهلّل وجهُ كولر حينما لمح السيدَ فرّاجًا [شقيقَ المترجم الشفوي المتوفى] جالسًا بين الحضور، وسأله إن كان على استعداد للمساعدة في الترجمة لاحقًا في هذه الجلسة إن استلزم الأمر ذلك، فوافق السيد فراج. أوضح كولر أنه كان يودّ أن يستمع إلى ردّ المترجم خوري قبل كل شيء، وأخبره أن يجلس على كرسي الشهود لا شاهدًا وإنما ليُبيّن موقفه طوعًا. سأل كولر السيدَ خوري إن كان ما قيل صحيحًا، فأقرّ السيدُ خوري بصحة الرواية، واعتذر على ما اقترفه.

بدا الاستياءُ على محيّا رئيس المحكمة الذي وجد الأمرَ مؤسفًا، وناشد أن يقتصر أي حديث بين المترجم الشفوي والشهود - إن كان لا بُدّ - على مواضيع عامة كحالة الطقس. واسترسل قائلا إنّ على القضاة اتخاذُ قرار بهذا الشأن، ولكنه أراد أن يستمع إلى رأي أطراف القضية أولًا. لم يكن لدى المدعية العامة شليب تعليق، فبادر محامي المدعين رايجر إلى اقتراح اعتماد مترجم شفوي بديل، لأن مترجمًا شفويا كهذا بمواقف سياسية كتلك قد يؤثر على الشهود. ثم التفت رئيسُ المحكمة إلى فريق الدفاع، فاقترح محامي الدفاع بون خيارين أحدهما استبدالُ المترجم الشفوي أو استنطاقه عما إن كان محايدًا. تدخّل السيد خوري قائلًا إنّه يعتقد بأن الأسد هو حامي المسيحيين حاليًّا في سوريا، إلّا أنّ هذا لا يعني أنه من مواليه.

أراد القاضي كولر أن ينجليَ الموقفُ، فقرأ باللغة الإنجليزية البريدَ الإلكتروني الذي أرسله روجر لُو فيلبس الذي يعمل مديرا قانونيا في المركز السوري للعدالة والمساءلة [SJAC] إلى مسؤولة المكتب الإعلامي في المحكمة [خلط رئيسُ المحكمة بين لجنة العدالة والمساءلة الدولية (CIJA) والمركز السوري للعدالة والمساءلة (SJAC)].

عزيزتي الدكتورة فينس-بور،

آمل أنّ كل شيءٍ عندك على ما يُرام. أودّ لفت انتباهك إلى آخر تقارير المركز السوري للعدالة والمساءلة لمراقبة المحاكمات. وخصوصًا حول تصريحات مقلقة من المترجم الشفوي الجديد التي لاحظها مراقبُنا وقد ترغبين في لفت انتباه القضاة إليها. التقرير متاحٌ هنا، والنصُّ المعنيّ أدناه.

>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>

[ملاحظة: ليس من عادة المركز السوري للعدالة والمساءلة أن يُدرج تفاصيل أمورٍ تحدث قبل الجلسات أو بعدها ولا خلال الاستراحات، إذ لا تُعدّ هذه من الإجراءات الرسمية. إلّا أنّ ما يلي كان لافتًا للنظر ويثير أسئلةً وشكوكًا حول الحيادية.]

بعد انتهاء الاستراحة وبينما ينتظر الحضورُ وأطرافُ القضية استئناف الجلسة، أخذ المترجم الشفوي، السيد خوري، يثرثر ويتَفَيْهَقُ في الكلام مع الشاهد ريثما يرجع القضاةُ إلى قاعة المحكمة. علّق خوري بأن هناك محجبةً كانت من بين الحضور [قبل الاستراحة]، وسأل الشاهدَ إن كان قد لمحها. تساءل الشاهدُ مستغربًا: «ما بالها؟» فردّ خوري: «لا شيء»، ثم مضى يخبر الشاهدَ أنّ في الحضور ممثلون عن وسائل الإعلام وأنّ عليه ألّا يخاف منهم ويُدليَ بما عنده بأريحية. ثم قال للشاهد إنّ «هؤلاء» يريدونها إسلامية، وضرب مثالًا بلبنان، فقال إنّ لبنان كان مسيحيًّا، ولكنهم جعلوه إسلاميًّا. ثم عرّج على الأردن وقال إنّ ملكها يعامل المسيحيين بشكل جيد [على الأقل]. وأردف خوري بأنه لو رحل الأسدُ عن سوريا فستصبح دولةً إسلامية. ثم أخذ يتحدّث عن تنظيم داعش وقطع الرؤوس الذي شاهد صورًا له، وتساءل كيف يمكن لشخص أن يقترف فعلًا كهذا، «ويقولون لك أنّ القرآن لا يقول بهذا». أخبر الشاهدُ المترجمَ خوري غير مرة أنّ ليس كلُّ المسلمين هكذا.

>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>

مع أطيب التحيات،

بعد قراءة البريد الإلكتروني، قال محامي الدفاع إندريس إنّ هناك أشخاصًا أُثّر عليهم ليكونوا ضد علاء، وذكّر بأن زميله العجي استُجوب شاهدًا في المحكمة، ويرى إندريس أنّ كل هذا هو أمرٌ مشكل، ولذلك يريد أن يزيل أي شكوك قد تتعلق بالقضية حتى لا تُعاد التجربة السابقة. ثم قال إندريس إنه يتقدم بطلب رسمي لإعفاء المترجم الشفوي خوري، والتفت إلى السيد خوري معتذرًا وموضّحًا أنّ المسألة ليست شخصية. عاضد محامي الدفاع بون زميله إندريس وقال إنه يشاطره الرأي.

أراد المتهم أن يُليَ بدلوه وقال إنّ الشخص الذي أشار إليه رئيسُ المحكمة جالسٌ بين الحضور. ذكّر علاءٌ بأن المحكمةَ تحدثت مع هذا الشخص أكثر من مرة. قال علاءٌ إنّ رئيس المحكمة ذكر أنّ هذا الشخص يعمل في CIJA (كذا) ولكنه ليس كذلك. استدار رئيسُ المحكمة إلى مراقب المحاكمات الذي يعمل لدى المركز السوري للعدالة والمساءلة والذي كان بين الحضور وسأله إن كان يعمل في CIJA. وضّح مراقب المركز السوري أنه يعمل في SJAC[المركز السوري للعدالة والمساءلة]، فردّ رئيسُ المحكمة أنّ هذا مجرد اختلاف في النطق [يبدو أنّ رئيسَ المحكمة يظنّ سهوًا أنّ SJAC و CIJAهما سيّان].

[دخل محامي الدفاع العجي قاعة المحكمة]

استطرد المتهمُ في حديثه قائلًا إنه يعتقد بأن [مراقب المركز السوري] يكتب تقاريره بالعربية ثم يبعثها إلى الولايات المتحدة. ثم قال إنه يريد أن يعرف ما إذا كان [مراقبُ المركز السوري] يسجّل إجراءات المحاكمة صوتيًّا [ملحوظة: يُسمح لممثلي وسائل الإعلام المعتمدين إدخالُ هواتفهم المحمولة إلى قاعة المحكمة، غير أنّ التسجيل والتصوير ممنوعٌ منعًا باتًّا]. تساءل المتهمُ إن كان من الممكن أن يُستَدعى [مراقبُ المركز السوري] ويُستجوبَ في المحكمة.

ردًّا على المتهم، أخبر رئيسُ المحكمة علاءً أنّ تسجيل الصوت في المحكمة أمرٌ غير ممكن وممنوع. ثم وضّح القاضي كولر أنّ المركز السوري للعدالة والمساءلة نشر سابقًا تقارير مفصّلة عن المحاكمة، ولكنه حذفها بعد أن تحاور مع المحكمة. وأخبر كولر علاءً أنّ بإمكانه أن يطّلع على التقارير التي ينشرها المركز السوري ويرى إن كان فيها ما يُشكِل. ثم ذكّر القاضي كولر المتهمَ بأنه أخبره مرارًا في جلسات سابقة أنّ من حقّ [مراقب المركز السوري] أن يدوّن ملاحظاته ويوثق الإجراءات. وبخصوص استدعاء مراقب المركز السوري للاستجواب في المحكمة، قال رئيسُ المحكمة إنّ الخيارَ ممكنٌ نظريًّا إلّا أنّ على المتهم أن يتناقش مع محامي دفاعه حول الأمر. [ملحوظة: ليس هذه المرة الأولى التي يشير فيها المتهمُ أو غيرُه إلى مراقب المركز السوري، إذ اجتر المتهمُ كلامَه هذا عن مسألة تدوين الملاحظات في جلسات سابقة. كما أنها لم تكن المرة الأولى التي يوضّح له فيها رئيسُ المحكمة أنّ مِن حق أفراد معينين - ومنهم مراقب المركز - أن يدوّنوا ملاحظاتهم.]

مخاطبًا السيد خوري، قال رئيسُ المحكمة القاضي كولر إنّ الأمر لا يتعلّق بكَون ترجمته سيئةً أو لا، ولكن المسألة هي أنّ موقفًا له علاقةٌ بالأسد كالذي جهر به خوري قد يفضي إلى تلويث الإجراءات والإضرار بها. ثم أعلن رئيسُ المحكمة عن استراحة ليتباحث فيها القضاةُ قرارهم.

***

[استراحة لخمس دقائق]

***

بعد عودة القضاة من الاستراحة، أعلن رئيسُ المحكمة كولر أنّ المحكمة تُعفي السيد خوري من مهامه بصفته مترجمًا شفويًا. طلب القاضي كولر من السيد خوري تفهم الأمر ثم صَرَفَه. وبعد ذلك، مثَلَ السيد فرّاج في المحكمة مترجمًا شفويًّا.

أثار محامي الدفاع بون موضوعًا يتعلق بالخبير النفسي، وقال إنّ علاء أظهر منذ أن غشيَ ألمانيا سلوكًا منضبطًا، ولذلك يريد فريق الدفاع تقييمًا سلبيًّا من الخبير النفسي، أي أن يشهد بصحة أنّ علاء لم يُظهر ميولًا إلى أي سلوك سلبي - كالسادية - خلال السنوات الخمس التي قضاها في ألمانيا.

ثم دخل الشاهدُ قاعة المحكمة ليبدأ استجوابه. [P36] هو شاهدٌ جديدٌ يبلغ من العمر [حُجبت المعلومة] ويعمل طبيب [حُجبت المعلومة] في ألمانيا. في بادئ الأمر، تحدث P36 صرفًا بالألمانية، ولكنه استعان لاحقًا بالمترجم الشفوي إما لترجمة أسئلة القضاة أحيانًا أو لترجمة أجوبته لهم أحيانًا أخرى. عندما طلب منه القضاةُ معلومات عامة عن نفسه،  قال P36إنه ولد في [حُجب المكان] وترعرع فيها، وعدّد المدارسَ التي درس فيها هناك قبل أن يبدأ دراسة الطب في جامعة [حُجب المكان] عام [حُجب الزمان] ويتخرج منها عام [حُجب الزمان]، ليبدأ اختصاصه عام [حُجب الزمان]. قال P36 إن جميع المشافي التي عمل فيها كانت عسكرية، إذ بدأ اختصاصه في مشفى [حُجب المكان] في [محافظة] درعا وبعده [حُجب المكان] [لم يكن الاسم واضحا] فشهرًا في مشفى [حُجب المكان] في [حُجب الزمان] ثم عاما في تشرين كانت بدايته في [حُجب الزمان] 2012إلى أن انتقل إلى مشفى المزة في [حُجب الزمان] حيث أكمل اختصاصه، ثم كان امتحان تخرجه في [حُجب الزمان].

تساءل القضاةُ لِمَ ترك P36وطنه وأتى ألمانيا وأرادوا أن يعرفوا إن كان السبب اقتصاديا أم سياسيا. نفى P36أنّ ثمّة سببًا سياسيا، وقال إنّ المقربين منه كانوا على علم بأنه كان يود ترك العيش في سوريا منذ البداية، وأضاف أنه ما مِن بنية تحتية في سوريا ولا يستطيع المرءُ أن يعمل بها طبيبًا. أراد القاضي كولر من P36 أن يصف نظام الأسد، فقال P36: «ماذا اقول؟ أجده غير جيد».

أشار القاضي كولر إلى أن هناك تغيرات طرأت في سوريا، وأراد أن يعرف ما عايشه P36 خلالها. قال P36إنه حين كان يعمل في درعا، بدأ مصابون عسكريون يتوافدون على المشفى، ثم لاحقًا مصابون مدنيون معتقلون. أراد القاضي كولر من P36 أن يصف إصاباتهم منوهًا إلى معرفته بأن المرء قد يكون لديه مخاوف من الحديث عن هذه المواضيع وخاصة إذا كان لديه أقارب في سوريا، وإن كان الأمر كذلك، طلب كولر من P36إخطار المحكمة بذلك. [حُجبت المعلومة]. أجاب P36بأن حالة المعتقلين العامة وتغذيتهم كانتا سيئتين، إضافة إلى سوء وضعهم من ناحية العناية والنظافة الشخصية ووجود حالات جفاف بسبب نقص السوائل. وفيما يخص التعذيب، رجح P36 أنّ هناك حالات للضرب على الجسد، وأورامًا دموية وخراجات لجروح لم تُعالج. ووضح P36أنّ معظم الحالات كانت في مشفى المزة لا في تشرين.

أراد القاضي كولر من الشاهد أن يصف تواصله مع المرضى المعتقلين، فوضح P36 أنهم كانوا [حُجبت المعلومة] ، ووصف مكان الغرف التي كانوا يوضعون فيها، إذ كانوا في مبنى آخر [حُجبت المعلومة] وفي غرف خاصة بالمعتقلين في كل قسم. ثم وصف P36كيف كان المعتقلون معصوبي الأعين، ومكبلي الأيدي، وأرجلهم مكبلة معًا وبالأسِرّة. ثم بيّن P36 أنّ ثمّة جولات طبية على المرضى شارك فيها وتكونت من طبيب استشاري وطبيب مختص وأطباء مقيمين، إضافة إلى ممرضين وعناصر من المخابرات ينتظرون خارجًا. وأوضح P36 أنه لم يشهد سوء معاملة لهؤلاء المرضى، بل سمع عن ذلك فحسب.

***

[استراحة لخمس عشرة دقيقة]

***

أراد القاضي كولر أن يكمل الاستجواب حول جزئية التعذيب، واقتبس لـ P36 ما ذكره في استجواب الشرطة حين قال إنه سمع صراخًا، ولكنه لم يشهد تعذيبًا. ردّ P36 بأنه سمع صراخًا من الألم، ولكنه لا يدري إن كان بسبب التعذيب أو غيره، إلّا أنه قد يخمّن أن يكون بسبب سوء المعاملة. ولما لَم يتمكن P36 من وصف شدة صراخهم، سأله القاضي رودِه إن كان يعرف P28، فأقرّ P36 بذلك. قال القاضي رودِه إن P28أخبر المحكمة أنّ الصراخ أمكن سماعُه في الطابق الأول أو الثاني، ولكن P36 لم يتذكر الأمر.

سأل القاضي رودِه إن سمع عن موتى من المعتقلين المرضى. أقرّ P36 بذلك موضحًا أنه لم يرهم، ولكنه سمع من الممرضين عنهم، وأن الأطباء لم يناقشوا الموضوع مع رئيس القسم لأن الموضوع كان خطرًا. استفسر رودِه أكثر عن الممرضين، فوضّح P36أنهم كانوا إما مجندين أو متطوعين عسكريين، ولم يكن يأبهون كثيرًا للأمر كما بدا من نبرة حديثهم. خلص رودِه إلى أنّ الممرضين كانوا فرحين بموت أحد المتمردين، فأقرّ P36 بذلك.

[دخل محامي الدفاع إندريس إلى قاعة المحكمة]

تساءل القاضي رودِه عما إن كانت هناك رائحة جثث في المشفى. قال P36 إنّ رائحة فاسدة كانت في القسم، إلّا انها كانت رائحة المرضى لا الموتى. ذكّر القاضي رودِه الشاهدَ أنه قال في استجواب الشرطة إنّ القصر الرئاسي اشتكى من الرائحة هناك، فردّ P36بأنه لا يعرف إن كانت تلك رائحة جثث. سأل القاضي رودِه عن سوء معاملة المعتقلين، فأجاب P36 أنّ عناصر المخابرات كانوا يضربونهم أحيانًا بخراطيم، وسمع مرةً عن حادثة مماثلة ضرب فيها الممرضون المعتقلين.

***

[استراحة لخمس دقائق]

***

بعد الاستراحة، سألت القاضية كريفالد ماذا يُفعل بالموتى وإن كان طبيبٌ هو مَن يؤكّد وفاتهم، فأجاب P36بأنه لا يعرف وأنّ تأكيد الوفاة لم يكن مِن مسؤولياته.

عُرضت صورة أقمار صناعية تُظهر مشفى حمص العسكري وعليها كتاباتٌ دوّنها P36 في استجواب الشرطة. طُلب من P36 أن يشرح الصورة، وسُئل عن مكان قسمه والأقسام الأخرى.

سأل القاضي رودِه عن أسماء زملاء عملوا مع P36 في أقسام المشفى، فعدّد P36 أسماء زملائه، [حُجبت الأسماء]. تساءل رودِه إن كان P36 يعرف [D5]، فأقرّ P36 وحكى تفاصيل عنه. ثم سأل رودِه عن رئيس القسم الذي عمل فيه P36، فأجاب P36بأنه كان [D1]، وحكى تفاصيل عنه من بينها أنه كان يعمل في عيادته الخاصة حيث كان P36 وأطباء آخرون يساعدونه أحيانًا.

***

[استراحة لسبعين دقيقة]

***

بعد الاستراحة، أراد القاضي كولر من P36 أن يصف إن كان الأطباء في مشفى المزة مع النظام أو ضده. ردّ P36بأن بعضهم كانوا مع النظام وبعضهم كانوا محايدين. تساءل كولر إن كان منهم معارضون، فردّ P36 بأنه أمرٌ واردٌ، ولكنه لا يتذكر شيئًا ملموسًا عن الأمر. أراد القاضي رودِه أن يعرف مَن كان مخوّلًا له من الأطباء في قسمه أن يشارك في الجولات الطبية لتفقّد المعتقلين وإن كان منهم مَن لا يُحَبَّذُ ذهابه إلى غرفة المعتقلين. ردّ P36 بأنه يعتقد أنّ جميع الأطباء كان مسموحًا لهم ذلك. قال القاضي رودِه إنّ هذا مخالفٌ لما ذكره الشاهدُ في استجواب الشرطة إذ قال إنّ السُّنّةَ لم يكن يُسمح لهم ذلك خشية أن يلقطوا صورًا أو فيديوهات. أجاب P36بأن هذا ممكن، ولكنه لم يكن شيئًا رسميًّا. تساءل القاضي رودِه إن كان لدى P36زملاء سُنَّةٌ بدلوا مكان عملهم إلى مشفى آخر، فأقرّ P36بأن زميليه في مشفى [حُجب المكان] في درعا، [حُجبت الأسماء]، انتقلا إلى مشفى [حُجب المكان] [المدني]، إضافة إلى زميل آخر كان في المزة ولم يَعُد يتذكر P36اسمه. تساءل رودِه إن كان السُّنّةُ يواجهون مشاكل بشكل عام خلال اختصاصهم بالمشافي العسكرية، فأقرّ P36 بذلك، وعلّل بأنهم إما كانوا خائفين من أن يُحسبوا على النظام أو لديهم خوف عمومًا.

سأل القاضي رودِه الشاهدَ عن مشفى تشرين، وكان التوتر قد بدا أكثر فأكثر على P36. تساءل القاضي كولر إن كان لدى P36 خوفٌ على نفسه أو أحد أقاربه في سوريا، فأجاب P36 بصوت خافت أنّ [حُجبت المعلومة]. قال كولر إنه سأل P36 في بداية الجلسة عن الأمر، ولكن P36 لم يخبره شيئًا.

وبعد ذلك، سأل القضاةُ عن المتهم وكيف ومتى تعرف عليه P36. أجاب الشاهدُ بأنه تعرف على علاء في مشفى المزة. وعندما طلب منه القضاةُ أن يرويَ ما يعرفه عن علاء، تلكّأ P36 في الإجابة وصار القضاةُ يستقطرون منه الإجابات. وصف P36علاءً بأنه كان منطلقًا مندفعًا إلى الحياة، ويحب أن يُظهر أنه قويٌّ وثري [ملاحظة: لم تُترجم كلمة «قوي» من العربية إلى الألمانية]. أضاف P36أنّ معظم زملاء علاء لم يكونوا يحبوه، بسبب طَبعه، ولأنه لم يكن يعمل كثيرًا لأنه لم يكن يأبه كثيرًا، ولأنه كان يتحجج - بالمرض مثلًا - ليتهرّب من العمل. وعندما ذكّره القضاةُ بما قاله في استجواب الشرطة، حكى P36كيف كان يرمي علاءٌ عمله على مَن هو أصغر منه ويحاول التودّد إلى رؤسائه في العمل. وعندما طلب منه القضاةُ أن يقيّم جودة عمل علاء ومعرفته الطبية، قال P36: «كان من الممكن أن يكون أفضل».

***

[استراحة لخمس دقائق]

***

أراد رئيس المحكمة القاضي كولر أن يعرف إن كان P36 يصنف علاء على أنه موالٍ للأسد. خمن P36 أنّ علاء كان «مع الأسد». [ترجم المترجم الشفوي الجوابَ على أنّ علاءً كان «مخلصًا للأسد».] فتدخّل محامي الدفاع العجي وصحح الترجمةَ وبيّن أنّ الشاهدَ قال «مع الأسد». أقرّ رئيسُ المحكمة أنّ كلا المعنيَين مختلفان. حاول القضاةُ أن يحددوا مع P36وقت عمل علاء في مشفى المزة. قال P36إنّه عمل بضعة أشهر مع علاء منذ [حُجب الزمان] 2012وحتى أُصيب علاءٌ في [حُجبت المعلومة] وأتى مشفى المزة [كي يُعالج] ثم أخذ فترة نقاهة وخرج ولم يَعُد. تخلّل فترةَ العمل هذه انفجارٌ في دمشق في تموز / يوليو وعملا معًا طيلة تلك المدة.

سأل القاضي رودِه عما إن سمع P36أنّ علاء ساعد [D1] في عملية جراحية في عيادته الخاصة لأحد معارف علاء [في إشارة إلى P29. لمزيد من المعلومات عن خلفية الموضوع، يرجى قراءة تقرير المحاكمة #63]، فنفى P36 ذلك. أعلن رئيسُ المحكمة كولر انتهاء استجواب P36 لهذا اليوم على أن يُستكمل في الجلسة القادمة. طلب كولر من الشاهد أن يبحث في هواتفه القديمة إن كانت لديه ويرى إن كان يستطيع إيجاد صور تتعلق بالمتهم أو محادثات قديمة معه. قال P36إنه سيحاول أن يعثر على محادثات، ولكنه متأكد من عدم وجود صور. ثم صُرف الشاهد.

نوّه المترجم الشفوي على أنّ الشاهد كان يقول «Praxis[أي، عيادة]»، ولكنه كان يسمع القاضي رودِه يقول «Klinik [أي، مشفى]». شكر رئيس المحكمة السيد فراج على حضوره العفوي إلى جلسة المحاكمة، ثم صُرف.

قبل انتهاء الجلسة، أراد المتهم أن ينبه إلى أنّ هناك اختلافًا في سوريا بين Praxis و Klinik. وقال إنّ [D1] لم يعمل إلّا في المشفى الفرنسي بصفته «Belegarzt» [أي، طبيبًا خارجيًّا مرتبطًا بمشفى]. قال علاءٌ إن الأطباء في سوريا لهم أسهمٌ واستثماراتٌ في المشافي، والمشفى الفرنسي مسيحي ولا يعمل فيه إلا الأطباء المسيحيون.

رُفِعت الجلسة في الساعة 3:32بعد الظهر.

سيُعقد يوم المحاكمة التالي في 18نيسان / أبريل 2024، في العاشرة صباحًا.

اليوم الخامس والعشرون بعد المئة - 18 نيسان / أبريل 2024

في هذا يوم المحاكمة هذا، استأنف القضاة استجواب P36. وفي البداية، شكر رئيسُ المحكمة القاضي كولر المترجمَ الشفويَّ السيدَ فرّاجًا لحضوره هذا اليوم بعد إعفاء السيد خوري من مهامه بسبب مخاوف من تحيّزه [لمزيد من التفاصيل، يرجى الرجوع إلى يوم المحاكمة 124]. طُلب من P36 أن يدخل قاعة المحكمة، واستحضر القضاةُ ما جرى في الجلسة السابقة. فسألوا P36 بدايةً عمّا إن تمكّن من البحث في فيسبوك ماسنجر عن أي محادثات لها صلة بالموضوع، فنفى الشاهدُ ذلك وقال إنه بحث ولكنه لم يجد شيئًا.

استأنف القضاة بعد ذلك أسئلتَهم المتعلقة بإصابة المتهم [حُجبت المعلومة] [ملاحظة: كان الشاهد متقنًا للغة الألمانية وأجاب بها غالبًا، ولم يستعن بالمترجم الشفوي إلا في بعض الأوقات]. وروى الشاهد أنه كان مناوبًا في يوم الإصابة وكان في القسم، وحدث ذلك بعد الظهر. وتذكّر أنه [أي علاءً] وصل في سيارة وكان في مقعد الركّاب، ولكن في سيارة خاصة. وأضاف أنه لم يسمع عن إصابة علاء [حُجبت المعلومة] إلّا من أحد زملائه في قسم الطوارئ، وأوضح أن العملية الجراحية أُجريت في نفس اليوم. وعندما استجوبه القضاة، قدّم P36تفاصيل حول ما سمع أنه حدث. [حُجبت المعلومة]. واستنادًا إلى ما أفاد به P36أثناء استجواب الشرطة، استفسر القضاة منه عن أي ريبة أو شكوك حامت حول القصة. فأوضح P36 بترَوٍّ أنهم لم يشككوا في القصة بادئ الأمر على الرغم من أنّ احتمالَ وقوعها كان غير شائع، إذ كانت تفسيرًا محتملًا. ولكنه أردف بأن مسار الأحداث في أعقابها أثار شكوكًا وريبة. طلب القضاة مزيدًا من التفاصيل، فأوضح الشاهد أنّ علاءً كان في إجازة مرضية لعدة أشهر ولم يعد مطلقًا إلى مشفى المزة، إذ بدّل مكان عمله بعد الإجازة. وأضاف P36، الذي اعترى حديثَه عمومًا تذبذبٌ وتردّد، أنّ فترة نقاهةٍ تمتد من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع كانت شائعة، ولذلك شكَّ [هو وزملاءٌ آخرون] ورابَهم أن تكون تلك مبالغةً من علاء أو تكون هناك بالفعل مضاعفاتٌ أثناء عملية التعافي.

أراد القضاة أن ينهلوا مزيدًا من التفاصيل عن عملية علاء الجراحية وعلاجه بعدها، فأوضح P36أنه و[حُجب الاسم] أجريا العمليةَ الجراحيةَ، وأنّ علاءً لم يمكث في عنبر المشفى، بل في غرفة الأطباء فحسب ثم غادر ليتعافى في المنزل. ولم يستحضر P36رقودَ علاءٍ على سرير المشفى. وعند سؤاله عن [حُجب الاسم]، قال الشاهد إنّ ذلك الشخصَ كان مدير المشفى خلال الفترة التي عمل فيها الشاهدُ هناك، على الأقل حتى نهاية عام [حُجب التاريخ]. وبعد ذلك، أطلع القضاةُ الشاهدَ على وثيقة باللغة العربية يُزعم أنها تصف ما حدث لعلاء وتفصّل أن الإصابة وقعت في [حُجب التاريخ]. وقّع الوثيقةَ العميدُ [حُجب الاسم]. وعند استنطاقه، قال الشاهد إنّ هذا ممكن كذلك، وصار أكثر تردُّدًا وتذبذبا. وبخصوص تاريخ الإصدار، قال P36إنّ إصدارَ الوثائق عقب أشهرٍ لم يكن أمرًا غير مألوف في سوريا.

بالإشارة إلى أن علاءً لم يرجع أبدًا إلى المزة، أراد القضاة معرفة ما إذا ظلّ P36على تواصل مع علاء بعد ذلك. أجاب P36أنهما لم يتحدثا، ولا حتى عبر فيسبوك ماسنجر. ونفى الشاهد أنه رأى أو سمع كيف عامل علاءٌ المرضى المعتقلين. وقَطَع بأنه لم يَرَ أي شيء، ولكنه افترض أنّ موالي للنظام لم يريدوا علاجَ مرضى المعارضة. إلى جانب ذلك، كانوا [أي، الأطباء] يأتون متأخرين، وهو ما فسره الشاهدُ باللامبالاة، ولكن لم يكن لديه دليل ملموس. وأشار ببساطة إلى أنّ هناك «تيارًا» ويضمّ الممرضينَ المؤيدينَ للنظام. وسُئل الشاهدُ عن [P28] وما إذا كان ينتمي إلى هذه المجموعة، فأجاب الشاهد: «لقد عالجهم. لقد كان طبيبًا جيدًا وشخصًا صالحًا». طلب منه القضاة توصيف P28على أي حال، فقال P36، «كل شيء نسبي، ليس هناك أبيضٌ وأسودٌ محض». وبعد أن حثّه القضاة بلطف على الرد، أشار P36إلى أن P28 كان بالأحرى داعمًا [للنظام]، ولكنه ادعى أن «هذا ليس شيئًا سيئًا». ونفى الشاهدُ أنه تحدث مع علاءٍ حول المرضى المعتقلين، عندما سأله القاضي رودِه عن ذلك. وأضاف P36أنهما لم يتحدثا قط على انفراد، بل مع أطباء آخرين فحسب في الغرفة المشتركة، ولكنه لم يسمع علاءً يتحدث عن المرضى المعتقلين.

ثم انتقل القاضي رودِه إلى موضوع التواصل بين الشاهدِ وعلاءٍ في ألمانيا. استحضر P36أنهما التقيا مرتين في [حُجب المكان] في عام 2015، ولكنهما لم يتحدثا إلا عن مسائل شخصية، ومهنية كترخيص مزاولة الطب، والحواجز اللغوية. وادّعى P36 أنهما لم يتواصلا، ربما مرة أو مرتين عبر الهاتف، ولكن تواصُلَهما كان شحيحًا بعد لقائهما في [حُجب المكان] حيث قضى P36ليلةً واحدةً في منزل علاء. وعندما سُئل الشاهدُ عما إن كان حاضرًا أثناء حفلة ليلة رأس السنة في عام 2019، نفى P36ذلك.

أراد القضاة معرفة متى وكيف علم P36بالادعاءات ضد علاء. لم يستطع P36 أن يتذكر كيف علم بها، ولكنه قال إنه سمع عنها متأخرًا. بعدما زوّده القاضي رودِه ببعض التفاصيل، أوضح P36 أنه ربما سمع عن الاتهامات من أحد زملائه، وشرع في قراءة المزيد عنها على الإنترنت - ولكنه لم يتذكر في أي وسيلة إعلامية - ونفى أنه تواصل مع علاء لأنه لم يَعُدْ على اتصال به. ثم سُئل P36عما إذا كان على علم بخلاف بين علاء وزميله، فنفى الشاهدُ ذلك، كما نفى علمه بقصة يُحكى فيها أنّ علاءً طُلب منه العملُ في مشفى ميداني.

***

[استراحة لخمس عشرة دقيقة]

***

بعد الاستراحة، أشار القضاة إلى أن P36ذكر أنه كان قلقًا على [حُجب الشخص] في سوريا، وأراد أن يعرف إن كانت هناك أي تهديدات فعليّة. نفى P36 ذلك وأوضح أنه كان قلقًا عمومًا، وأنه لا يتذكر التفاصيل لمضيّ وقت طويل عليها؛ أي أنه كان قلقًا من أن يزلّ في كلامه. جدّد رئيسُ المحكمة كولر تأكيده على أنّ بإمكان السلطات توفير الحماية في ألمانيا أو أوروبا، ولكن ليس في سوريا. وخاطب الحكومة السورية بتجرد قائلًا إنه لن يكون من الفطنة ترهيبُ الشهود، لأن الدولة السورية تسعى لكسب اعتراف المجتمع الدولي. وبعدما انتهى من خطابه، طلب القاضي كولر من الشاهد أن يحاول تذكّر تاريخ العملية الجراحية بدقة، ولكن عجز P36 عن ذلك، وردّد أنّ التاريخ بدا أكثر واقعية له بناء على الوثيقة المعروضة. وإجمالًا، أشار القضاة إلى أنّ عدة تواريخ ذُكرت فلم يُساعد ذلك في توضيح الأمر.

تطرّق القضاة إلى موضوع آخر وبدأوا بالسؤال عما إذا بُعث أطباءٌ في مهمات خارجية. أجاب الشاهد بأنه [حُجبت المعلومات] ولكنه أضاف بعد ذلك أنه كان شائعًا قبل الحرب للأطباء [حُجبت المعلومات]. وأردف بأن في السجن المركزي أطباء ولم يكن هناك متظاهرون، إلّا أنّ مرضى مدنيين كانوا محتجزين هناك.

بعدما توضّح أنّ اسم عائلة الشاهد كان شائعًا ويمثّل شخصية من الكتاب المقدس، سأل القاضي رودِه P36 عن [حُجب الاسم] وأطلعه على طلب عمل لعلاء يفصّل شهادة عمل من دمشق وقّعها عام 2015الشخصُ نفسُه بصفته رئيسَ القسم. وتذكّر P36أنه لم يكن يعرفه إلّا سطحيًّا عن طريق تحضير مشترك لامتحان أثناء فترة تدريبهما، ونفى بحزم أن يكون هذا صحيحًا، وقال إنّ هذا الشخص لم يكن رئيس الأطباء في عام 2015ولم يكن في دمشق بل في [حُجب المكان]. وأما بخصوص [حُجب الاسم] الذي ورد في وثيقة أخرى، لم يَبدُ الاسمُ مألوفًا لشاهد.

بعدما تمت معاينةُ وثائق علاء، عُرضت وثائقُ الشاهد وزميله [حُجب الاسم] وكانت متطابقة إلى حدّ كبير. ونفى الشاهد أنّ المحتوى كان مزوّرًا. ولكن عند مجابهته بوثائق متطابقة لـ [P28]، أوضح الشاهدُ أنهم استخدموا نماذج. وعندما سُئل الشاهدُ عن سبب كتابته أنّ اختصاصَه كلَّه كان في تشرين وليس في المزة و[حُجب المكان]، أوضح الشاهد أن الأمر لم يكن مهمًا لأنها جميعُها تابعةٌ لمشفى تشرين العسكري. سأل رودِه عن سبب إغفال ذِكر أنّ المشافي كانت عسكرية، فأجاب P36«لا يوجد سبب». افترض القاضي رودِه أنه ربما لم يكن من المصلحة ذِكرُ ذلك. فنفى P36ذلك وقال إنّ ذلك لم يكن له أي دور. وقبل أن يُعلن عن استراحة قصيرة، قال رئيس المحكمة القاضي كولر إنه لربما كان له دورٌ، وذلك بالتحديد هو سببُ حذفهم جميعًا له.

***

[استراحة لخمس دقائق]

***

عقب الاستراحة، لم يتبقّ لدى القضاة إلّا أسئلةٌ معدودة، ولكن لم يتوضح لهم لِمَ لَمْ يكن الشاهدُ متأكدًا من تاريخ إصابة علاء في يوم المحاكمة هذا مقارنة باليوم السابق. وعند استجوابه، نفى P36 أن يكون قد تواصل مع أي شخص آخر شهد في المحكمة أو قرأ أي تقرير محاكمة على الإنترنت منذ يوم الثلاثاء، ولكن يبدو أن هيئة القضاة لم تقتنع بذلك.

حاز على اهتمام القاضية أدلهوخ تفاصيلُ أخرى، وذكّرت P36 بأقواله التي أدلى بها في استجواب الشرطة حين سُئل كيف كان ردُّ فعله على الاتهامات ضد علاء. ووفقًا لمحضر الشرطة، قال P36، «لستُ متفاجئًا، (…) فهذا يناسب شخصيته». تساءلت القاضية لِمَ يظُنّ P36بعلاء هذا الظنّ، فأجاب P36 بأنه لا يملك أدلةً دامغة، ولكنه يعتقد أن لدى علاء قابليةٌ لذلك، لأن شخصًا مثله «يُبدي غضبَه، ولا يبتلعه». ورغم أنه لم يسبق أن رأى علاء ثائرًا، إلا أنه يعتقد بأنه أمرٌ ممكن [أن تكون الاتهامات صحيحة].

لم يكن لدى القضاة أسئلةٌ أخرى، وأعلنوا عن استراحة غداء.

***

[استراحة لتسع وخمسين دقيقة]

***

وبعد عودة القضاة، عقّبوا على مسائل بسيطة وأرادوا معرفة ما إذا كان [حُجب الاسم] قد شارك في إجراء العملية الجراحية، لأن P36 لم يذكر ذلك أثناء استجواب الشرطة، فجزم P36أنه شارك فيها. وعند سؤاله عما إن تعرض [حُجب الاسم] لأي إصابة، ذكر P36أنه وقع وأخذ إجازة مرضية لشهرين أو ثلاثة إما في صيف [حُجبت الزمان]. ونفى P36أنه كان يعرف [حُجب الاسم]، وهو على ما يبدو طبيب في المزة.

ثم سألت المدعية العامة إن كان أي شخص على صلة بعلاء، قريبًا كان أو صديقًا، قد أخبر P36 - قبل شهادته أو بعدها - بما عليه أن يقوله. فأجاب P36بأنه لم يتلق أي اتصال. لم يكن لدى محامي المدعين والدفاع أي أسئلة. ثم أثار علاء عدة أسئلة بخصوص العملية الجراحية التي من يُفترض أنها أُجريت في المشفى الفرنسي، وذكر اسمين وأراد معرفة ما إذا سُمح لأحد الزملاء السنة بعلاج المرضى، وهو ما أقرّه الشاهد. وسأل علاءٌ عن الطبيب المختص الذي كان حاضرًا عندما أجريت له العملية الجراحية، فتذكر الشاهد اسمًا، ولكن علاء اقترح عليه اسمًا آخر، وهو [حُجب الاسم]، فأقرّه الشاهد. وبعد فترة، طلب القضاة من علاء أن تكون أسئلتُه مفتوحة أكثر، فلم يُفلح إلّا جزئيًا. والتزامًا بطلب القضاة، أعاد صياغةَ بعض أسئلته منزعجًا شيئًا ما السيدُ إندريس، محامي دفاعِه. واستمر علاء في إثارة أسئلة طبية مفصلة ومحددة للغاية تعدّت أن يتذكرها P36إلى إلزامه بتقديم رأيه المهني بصفته طبيبًا. ولهذا تدخل القاضي كولر. وواصل علاءٌ إثارة أسئلة تتعلق بإدخاله المشفى وبفيلم الجزيرة الوثائقي، إلى أن أعلن القاضي كولر عن استراحة لخمس دقائق وطلب من علاء أن يستشير فيها محامي دفاعه لمناقشة ما يهدف إلى إثباته بأسئلته. وبعد الاستراحة، لم يكن في جُعبة المحامي إندريس سوى سؤال واحد يتعلق بزيارة الأسد إلى أحد المشافي، إذ بدا أنّ الأسد غشِيَ طرطوسَ حينها. ووفقًا للشاهد، لم يكن يعمل [P36] هناك في ذلك الوقت، بل في عام 2011. وتلقّف القضاةُ والحاضرون تلك الأسئلة الغامضة العويصة بأعين تعتريها الحيرة.

صُرف الشاهد بعد ذلك، وذكّر القاضي كولر الجميع بأن المحامي العجي سيَمْثُلُ شاهدًا في اليوم التالي.

رُفِعت الجلسة في الساعة 2:33بعد الظهر.

سيُعقد يوم المحاكمة التالي في 19نيسان / أبريل 2024، في الساعة صباحًا.

اليوم السادس والعشرون بعد المئة - 19 نيسان / أبريل 2024

في رابع أيام هذا الأسبوع، استُجوب محامي الدفاع العجي شاهدًا بخصوص بيان مكتوب قدّمه P35 في جلسة سابقة. يتعلق البيان بوصول علاء إلى دمشق ويفصّل إقرارًا بانتقال علاء إلى دمشق في نهاية عام 2011. كُتب البيان بلغة ألمانية متقدمة، ولذلك ساورَ القضاةَ شكٌّ كبير في أن يكون الشاهدُ قد صاغه بنفسه، وهو ما زعمه مرارًا. وفي الجلسة التي أعقبت مناقشة الوثيقة، اعترف المحامي العجي بانخراطه [لمزيد من التفاصيل، يُرجى قراءة تقرير المحاكمة #71]. وفي بداية جلسة اليوم، أعفى علاء صراحةً العجيَ من السرية المهنية مرة أخرى، وجلس العجي على كرسيّ الشهود.

أبلغ رئيسُ المحكمة القاضي كولر العجيَ بحقوقه وواجباته بصفته شاهدًا، وذَكر معلومات عن خلفية البيان، ثم طلب من العجي توضيح تفاصيله. استحضر العجي تكليفَه وزميلَه، المحامي السيد زيتيج، بصياغة مرافعة الدفاع. وتذكّر أنه تحدث مع زوجة علاء وعمه للرد على الاتهامات المتعلقة بعام 2011وجزء من عام 2012. وأوضح العجي أنه أُبلغ عن شاهد صديق لعلاء، وعاش هناك، ومستعدٌّ للإدلاء بشهادته بخصوص عام 2012. ثم أبلغ العجي السيدَ زيتيج بأنه مستعد لتلقي الإفادة من الشاهد وأنّ عليه [أي، الشاهد] أن يتصل به. ووفقًا لما ذكره العجي، اتصل الشاهدُ به وعرّف عن نفسه. ولم يكن العجي يعرف مكان إقامة الشاهد، إذ تلقى المعلومات من أقارب علاء. وذلك كلُّه يتعلق بعام 2012.

أراد كولر معرفة ما إذا جرت المحادثة بأكملها عبر الهاتف، وهو ما أكده العجي مضيفًا أنه سأل الشاهدَ عدة أسئلة، على سبيل المثال، منذ متى كان يعرف علاءً، وما إذا كان طبيبا مدنيا أم عسكريا، وإن كان يعرف متى انتقل علاءٌ إلى دمشق. وعند استجوابه، تذكّر العجي أنه علم بأمر الشاهد عن طريق عم علاء الذي يُدعى [حُجب الاسم]. ونفى العجي أن تكون [حُجب الاسم] منخرطة في الأمر. وأوضح المحامي أنّ الشاهدَ كان ممتعضًا من قول الناس إن علاء كان طبيبا عسكريا، وأنّ علاءً لم يكن في دمشق آنذاك، وأنّ الشاهد بات عند علاء. ثم قال العجي: «كتبت البيانَ، وراجعته معه مرتين لأرى إن كان كل شيء صحيحًا، وهو ما أكّده». وروى العجي أنه طلب من الشاهد أن يرسل صورًا لهما، إذا كانت لديه أي منها. أشار القاضي كولر إلى أن الإفادة كانت مكتوبة باللغة الألمانية وأراد أن يعرف إن كانت موجودة بالعربية كذلك. أوضح العجي أنهما تحدثا باللغة العربية على الهاتف، ودوّن الإفادة بالألمانية في الوقت نفسه، ولم يتحدثا خلا مرة واحدة على الهاتف. وأشار إلى أن هناك بعض المصطلحات مثل «حياة العزوبية» [بالألمانية: «Junggesellenleben»] أضافها بنفسه لأن الشاهد قال «كنا أصدقاء، شبابًا، بلا زوجات، بلا التزامات» فحوّلها العجي إلى «حياة العزوبية». وأنكر العجي انخراط آخرين في ذلك.

ثم سأل القاضي كولر عن مدى القيمة الإثباتية التي اعتقد العجي أن البيان سيحوزها. فأجاب العجي أنه ليس دليلا بكل تأكيد، بل إقرارًا من الشاهد. وعند استجوابه، نفى العجي وجود ملاحظات أصلية لأنه دونها مباشرة أثناء الحوار. سأل رودِه عمّا إذا أبدى P35شكوكًا، فأشار العجي إلى أن P35 لم يكن متأكدًا من الانتقال، ولهذا كتب «نهاية عام 2011، بداية عام 2012». سأل رودِه عمّا إذا كان P35 متيقّنًا بشأن طرطوس، فتذكّر العجي أن P35كانت لديه شكوكٌ، ولكنه أكّد أنّ الشاهدَ ذكر طرطوس بنفسه. وجابه القضاةُ العجيَ برسالة بريد إلكتروني ردّ فيها الشاهد بأنه لم يجد «الصورة»، وسأل عن سبب ورودها بصيغة المفرد، وعمّا إذا كان الأمر متعلقًا بصورة معيّنة، فأنكر المحامي وقال إنه طلب أي صور معًا. وعند استجوابه، نفى وجودَ أي اتصال آخر بينهما. ثم صُرف دون أسئلة من الأطراف الأخرى.

بعدما برك العجي على مقعده عند منصة الدفاع، قرأ القضاةُ مذكرتين من مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية الألماني (BKA)، تتعلق إحداهما بالشاهد P36 الذي أدلى بشهادته هذا الأسبوع، والأخرى بـ [حُجب الاسم] الذي سيَمْثُلُ شاهدًا. طلب مكتب الشرطة الملفات من سلطة الهجرة وقيّمها، لاسيما إذا كانت هناك إمكانية لإثبات علاقة مع علاء، وكانت النتيجة سلبية. كما قيّم المكتبُ مستندات الطلب وقارن بينها، وضمّت السيرة الذاتية وخطاب الدوافع وشهادات العمل لكلا الشاهدين، ووجد أنها متطابقة في بعض الصياغات والتنسيقات.

وفي الختام، أُتيحت الفرصةُ لعلاء كي يُدليَ ببيان، وفقًا لما طلبه محاموه. في يوم الاثنين من هذا الأسبوع، علم القضاة أنه أصيب لأنه كان يضع ضمادة. وفي يوم الجمعة هذا، وضع لصقةً طبيةً على أصابعه وأظهرها للقضاة. قال محامي الدفاع إندريس للقضاة، «لقد أنقذ حياة شخصين».

استحضر علاءٌ أنه في عام 2020، سقط [أغمي على] أحد زملائه النزلاء أثناء وجودهم في فناء السجن. تذكر علاءٌ أنه فهم حينها أنّ السجين أصيب بنوبة تشنج. فأنقذه علاءٌ حياته بِتَنْبيبِه مستخدمًا مضرب تنس الطاولة كيلا يختنق مبتلعًا لسانه. وتذكر علاءٌ أنّ الضباط المناوبين شكروه كثيرًا. وأما الحادثة الأخرى، وفقًا للمتهم، فيُزعم أنها وقعت في الأسبوع السابق. إذ سقط زميلٌ آخر من نزلاء السجن وبدأ اللعاب يسيل من فمه. حكى علاء أنه علم مرة أخرى أنّ الشخص كان يعاني من نوبة تشنج شديدة جدًا، وفهم علاءٌ فورًا أنه يعاني من نوبة صرع. ومرة أخرى، وفقًا لما رواه علاء، تدخّل هذه المرة في البداية تمستخدمًا يده لإفراغ الفم وأمسك اللسان - فعضّه الشخصُ وأُصيب. واستخدم علاءٌ مضرب تنس الطاولة مرة أخرى وأنقذ الرجل. اعتذر علاءٌ، ولكنه ذكر أن الشخص كان أسود من أفريقيا، وربما كان صوماليا، وطلب أن يُعالج من أي أمراض معدية. وعلم لاحقًا أن الشخص كان مصابًا بالصرع فعلًا، ولكنه لم يُعالج في السجن. قال علاءٌ إنّ جرحه أصيب بالعدوى بعد يومين، وأُعطيَ مضادات حيوية وكريمًا وضمادة. وعند سؤاله عن كيفية معرفته بما يجب القيام به رغم أن الصرع كان مشكلةً عصبيةً لا عظمية، ادعى علاءٌ أنّ الأطباء يتعلمون التدخلات الطارئة لجميع الأقسام، وأنها كانت «معلومات أساسية».

لم يبدُ الإعجاب على محيّا القضاة الذين لم يكن لديهم ولا أطرافِ القضية الآخرين أسئلة.

رُفِعت الجلسة في الساعة 11:17صباحًا.

سيُعقد يوم المحاكمة التالي في 7أيار / مايو 2024، في العاشرة صباحًا.

________________________________

للمزيد من المعلومات أو لتقديم ردود الأفعال والآراء، يرجى إدراج تعليقك في قسم التعليقات أدناه، أو التواصل مع المركز السوري للعدالة والمساءلة على [email protected]. كما يمكنكم متابعتنا على فايسبوك و تويتر. اشترك في نشرتنا الأسبوعية ليصلك تحديثات عن عمل المركز.